٦

القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {وَعْدَ اللّه لاَ يُخْلِفُ اللّه وَعْدَهُ وَلَـَكِنّ أَكْثَرَ النّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ }.

يقول تعالـى ذكره: وعد اللّه جلّ ثناؤه، وعد أن الروم ستغلب فـارس من بعد غلبة فـارس لهم. ونصب وَعْدَ اللّه علـى الـمصدر من قوله وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ لأن ذلك وعد من اللّه لهم أنهم سيغلبون، فكأنه قال: وعد اللّه ذلك الـمؤمنـين وعدا. لا يُخْـلفُ اللّه وَعْدَهُ

يقول تعالـى ذكره: إن اللّه يفـي بوعده للـمؤمنـين أن الروم سيغلبون فـارس، لا يخـلفهم وعده ذلك، لأنه لـيس فـي مواعيده خـلف. ولكِنّ أكْثَرَ النّاسِ لا يعْلَـمُونَ يقول: ولكنّ أكثر قريش الذين يكذّبون بأن اللّه منـجز وعده الـمؤمنـين، من أن الروم تغلب فـارس، لا يعلـمون أن ذلك كذلك، وأنه لا يجوز أن يكون فـي وعد اللّه إخلاف.

﴿ ٦