٩

القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {أَوَلَمْ يَسيرُواْ فِي الأرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ...}.

يقول تعالـى ذكره: أَوَ لـم يسر هؤلاء الـمكذّبون بـاللّه ، الغافلون عن الاَخرة من قريش فـي البلاد التـي يسلكونها تـجرا، فـينظروا إلـى آثار اللّه فـيـمن كان قبلهم من الأمـم الـمكذّبة، كيف كان عاقبة أمرها فـي تكذيبها رسلها، فقد كانوا أشدّ منهم قوّة، وأثاروا الأرض يقول: واستـخرجوا الأرض، وحرثوها وعمروها أكثر مـما عمر هؤلاء، فأهلكهم اللّه بكفرهم وتكذيبهم رسلهم، فلـم يقدروا علـى الامتناع، مع شدّة قواهم مـما نزل بهم من عقاب اللّه ، ولا نفعتهم عمارتهم ما عمروا من الأرض، إذ جاءتهم رسلهم بـالبـينات من الاَيات، فكذّبوهم، فأحلّ اللّه بهم بأسه، فما كان اللّه لـيظلـمهم بعقابه إياهم علـى تكذيبهم رسله وجحودهم آياته، ولكن كانوا أنفسهم يظلـمون بـمعصيتهم ربهم. وبنـحو الذي قلنا فـي تأويـل قوله وأثارُوا الأرْضَ قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:

٢١٢٤١ـ حدثنـي مـحمد بن سعد، قال: ثنـي أبـي، قال: ثنـي عمي، قال: ثنـي أبـي، عن أبـيه، عن ابن عباس ، قوله: أوَ لَـمْ يَسِيرُوا فِـي الأرْضِ فَـيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كانُوا أشَدّ مِنْهُمْ قُوّةً، وأثارُوا الأرْضَ وَعَمرُوها أكْثَرَ مِـمّا عَمَرُوها قال: ملكوا الأرض وعمروها.

٢١٢٤٢ـ حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثنـي الـحارث، قال: حدثنا الـحسن، قال: حدثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد وأثارُوا الأرْضَ قال: حرثوها.

٢١٢٤٣ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة أو لَـمْ يَسِيرُوا فِـي الأرْضِ... إلـى قوله وأثارُوا الأرْضَ وَعمَرُوها ك قوله: وآثارا فِـي الأرْضِ، قوله: وَعمَرُوها أكثر مـما عمر هؤلاء وَجاءَتهُمْ رُسُلُهُمْ بـالْبَـيّناتِ.

﴿ ٩