تفسير الطبري : جامع البيان عن تأويل آي القرآنللإمام أبو جعفر محمد بن جرير الطبريإمام المفسرين المجتهد (ت ٣١٠ هـ ٩٢٣ م)_________________________________سورة الأحزابمدنـيّة وآياتها ثلاث وسبعون بسم اللّه الرحمَن الرحيـم ١القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {يَا أَيّهَا النبي اتّقِ اللّه وَلاَ تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنّ اللّه كَانَ عَلِيماً حَكِيماً }. يقول تعالـى ذكره لنبـيه مـحمد صلى اللّه عليه وسلم : يا أيّها النبي اتّق اللّه بطاعته، وأداء فرائضه، وواجب حقوقه علـيك، والانتهاء عن مـحارمه، وانتهاك حدوده وَلا تُطِع الكافِرِينَ الذين يقولون لك: اطرد عنك أتبـاعك من ضعفـاء الـمؤمنـين بك حتـى نـجالسك وَالـمُنافِقِـينَ الذين يظهرون لك الإيـمان بـاللّه والنصيحة لك، وهم لا يألونك وأصحابك ودينك خبـالاً، فلا تقبل منهم رأيا، ولا تستشرهم مستنصحا بهم، فإنهم لك أعداء إنّ اللّه كانَ عَلِـيـما حَكِيـما يقول: إن اللّه ذو علـم بـما تضمره نفوسهم، وما الذي يقصدون فـي إظهارهم لك النصيحة، مع الذي ينطوون لك علـيه، حكيـم فـي تدبـير أمرك وأمر أصحابك ودينك، وغير ذلك من تدبـير جميع خـلقه. |
﴿ ١ ﴾