٢٢

و قوله: ولَـمّا رأى الـمُؤْمِنُونَ الأحْزَابَ يقول: ولـمّا عاين الـمؤمنون بـاللّه ورسوله جماعات الكفـار قالوا تسلـيـما منهم لأمر اللّه ، وإيقانا منهم بأن ذلك إنـجاز وعده لهم، الذي وعدهم بقوله أمْ حَسِبْتُـمْ أنْ تَدْخُـلُوا الـجَنّةَ ولَـمّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الّذِينَ خَـلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ... إلـى قوله قَرِيبٌ هذا ما وعدنا اللّه ورسوله، وصدق اللّه ورسوله، فأحسن اللّه علـيهم بذلك من يقـينهم، وتسلـيـمهم لأمره الثناء، فقال: وما زادهم اجتـماع الأحزاب علـيهم إلاّ إيـمانا بـاللّه وتسلـيـما لقضائه وأمره، ورزقهم به النصر والظفر علـى الأعداء. وبـالذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:

٢١٦٥٥ـ حدثنـي مـحمد بن سعد، قال: ثنـي أبـي، قال: ثنـي عمي، قال: ثنـي أبـي، عن أبـيه، عن ابن عباس ، قوله: ولَـمّا رأى الـمُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ... الاَية قال: ذلك أن اللّه قال لهم فـي سورة البقرة أمْ حَسِبْتُـمْ أنْ تَدْخُـلُوا الـجَنّةَ... إلـى قوله إنّ نَصْرَ اللّه قَرِيبٌ قال: فلـما مسهم البلاء حيث رابطوا الأحزاب فـي الـخندق، تأوّل الـمؤمنون ذلك، ولـم يزدهم ذلك إلاّ إيـمانا وتسلـيـما.

٢١٦٥٦ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلـمة، عن ابن إسحاق، قال: ثنـي يزيد بن رومان، قال: ثم ذكر الـمؤمنـين وصدقهم وتصديقهم بـما وعدهم اللّه من البلاء يختبرهم به قالُوا هَذَا ما وَعَدَنا اللّه وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللّه وَرَسُولُهُ وَما زَادَهُمْ إلاّ إيـمانا وَتَسْلِـيـما: أي صبرا علـى البلاء، وتسلـيـما للقضاء، وتصديقا بتـحقـيق ما كان اللّه وعدهم ورسوله.

٢١٦٥٧ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة ، قوله: ولَـمّا رأى الـمُؤْمِنُونَ الأحْزَابَ قالُوا هَذَا ما وَعَدَنا اللّه وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللّه وَرَسُولُهُ وكان اللّه قد وعدهم فـي سورة البقرة فقال: أمْ حَسِبْتُـمْ أنْ تَدْخُـلُوا الـجَنّةَ ولَـمّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الّذِينَ خَـلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسّتْهُمْ البأْساءُ والضّرّاءُ وَزُلْزِلُوا حتـى يَقُولَ الرّسُولُ وَالّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ خيرهم وأصبرهم وأعلـمهم بـاللّه مَتـى نَصْرُ اللّه ألا إنّ نَصْرَ اللّه قَرِيبٌ هذا واللّه البلاء والنقص الشديد، وإن أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لـما رأوا ما أصابهم من الشدّة والبلاء قالُوا هَذَا ما وَعَدَنا اللّه وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللّه وَرَسُولُهُ وَما زَادَهُمْ إلاّ إيـمَانا وَتَسْلِـيـما وتصديقا بـما وعدهم اللّه ، وتسلـيـما لقضاء اللّه .

﴿ ٢٢