٤٣

و قوله: هُوَ الّذِي يُصَلّـي عَلَـيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ

يقول تعالـى ذكره: ربكم الذي تذكرونه الذكر الكثـير، وتسبحونه بُكرة وأصيلاً، إذا أنتـم فعلتـم ذلك، الذي يرحمكم، ويثنـي علـيكم هو، ويدعو لكم ملائكته. و

قـيـل: إن معنى قوله: يُصَلّـي عَلَـيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ يشيع عنكم الذكر الـجميـل فـي عبـاد اللّه .

و قوله: لِـيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظّلُـماتِ إلـى النّورِ يقول: تدعو ملائكة اللّه لكم، فـيخرجكم اللّه من الضلالة إلـى الهُدى، ومن الكفر إلـى الإسلام. وبنـحو الذي قلنا فـي تأويـل ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:

٢١٧٥٨ـ حدثنا علـيّ، قال: حدثنا أبو صالـح، قال: ثنـي معاوية، عن علـي، عن ابن عباس ، فـي قوله: اذْكُرُوا اللّه ذِكْرا كَثِـيرا يقول: لا يفِرض علـى عبـاده فريضة إلا جعل لها حدّا معلوما، ثم عذر أهلها فـي حال عذر، غير الذكر، فإن اللّه لـم يجعل له حدّا ينتهي إلـيه ولـم يعذر أحدا فـي تركه إلا مغلوبـا علـى عقله، قال: اذْكُرُوا اللّه قِـياما وقُعُودا وعلـى جُنُوبكم بـاللـيـل والنهار فـي البرّ والبحر، وفـي السفر والـحضر، والغنى والفقر، والسقم والصحة، والسرّ والعلانـية، وعلـى كلّ حال، وقال: سَبّحُوهُ بُكْرَةً وأصِيلاً فإذا فعلتـم ذلك صلـى علـيكم هو وملائكته قال اللّه عزّ وجلّ هُوَ الّذِي يُصَلّـي عَلَـيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ.

٢١٧٥٩ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة ، قوله: وَسَبّحُوهُ بُكْرَةً وأصِيلاً صلاة الغداة، وصلاة العصر.

و قوله: لِـيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظّلَـماتِ إلـى النّورِ: أي من الضلالات إلـى الهدى.

٢١٧٦٠ـ حدثنـي يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، فـي قوله: هُوَ الّذِي يُصَلّـي عَلَـيْكمْ وَمَلائِكَتُهُ لِـيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظّلُـماتِ إلـى النّورِ قال: من الضلالة إلـى الهُدى، قال: والضلالة: الظلـمات، والنور: الهدى.

و قوله: وكانَ بـالـمُؤْمِنِـينَ رَحِيـما

يقول تعالـى ذكره: وكان بـالـمؤمنـين به ورسوله ذا رحمة أن يعذّبهم وهم له مطيعون، ولأمره متبعون تَـحِيّتُهُمْ يَوْمَ يَـلْقَوْنَهُ سَلامٌ

يقول جلّ ثناؤه: تـحية هؤلاء الـمؤمنـين يوم القـيامة فـي الـجنة سلام، يقول بعضهم لبعض: أمنة لنا ولكم بدخولنا هذا الـمدخـل من اللّه أن يعذّبنا بـالنار أبدا، كما:

﴿ ٤٣