٢٢

القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {وَمَا لِيَ لاَ أَعْبُدُ الّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }.

يقول تعالـى ذكره مخبرا عن قـيـل هذا الرجل الـمؤمن وَمالـيَ لا أعْبُدُ الّذِي فَطَرَنِـي: أي وأيّ شيء لـي لا أعبد الربّ الذي خـلقنـي وَإلَـيْهِ تُرْجَعُونَ يقول: وإلـيه تصيرون أنتـم أيها القوم وتردّون جميعا، وهذا حين أبدى لقومه إيـمانه بـاللّه وتوحيده، كما:

٢٢٢٦١ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلـمة، عن ابن إسحاق فـيـما بلغه، عن ابن عباس ، وعن كعب الأحبـار، وعن وهب بن منبه قال: ناداهم، يعني نادى قومه بخلاف ما هم علـيه من عبـادة الأصنام، وأظهر لهم دينه وعبـادة ربه، وأخبرهم أنه لا يـملك نفعه ولا ضرّه غيره، فقال: وَمالِـيَ لا أعْبُدُ الّذِي فَطَرَنِـي وَإلَـيْهِ تُرْجَعُونَ أءتّـخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً ثم عابها، فقال: إن يُردْنِ الرّحْمَنُ بِضُرّ وشدّة لا تُغْنِ عَنّـي شَفـاعَتُهُمْ شَيْئا وَلا يُنْقِذُونَ.

﴿ ٢٢