٥و قوله: رَبّ السّمَوَاتِ والأرْضِ وَما بَـيْنَهُما يقول: هو واحد خالق السموات السبع وما بـينهما من الـخـلق، ومالك ذلك كله، والقـيّـمِ علـى جميع ذلك، يقول: فـالبعادة لا تصلـح إلا لـمن هذه صفته، فلا تعبدوا غيره، ولا تشركوا معه فـي عبـادتكم إياه من لا يضرّ ولا ينفع، ولا يخـلق شيئا ولا يُفْنـيه. واختلف أهل العربـية فـي وجه رفع ربّ السموات، فقال بعض نـحويـيّ البصرة: رُفع علـى معنى: إن إلهكم لربّ. وقال غيره: هو رَدّ علـى إن إلهكم لواحد ثم فَسّر الواحد، فقال: ربّ السموات، وهو ردّ علـى واحد. وهذا القول عندي أشبه بـالصواب فـي ذلك، لأن الـخبر ه و قوله: لَوَاحِدٌ، و قوله: رَبّ السّمَوَاتِ ترجمة عنه، وبـيان مردود علـى إعرابه. و قوله: وَرَبّ الـمَشارِقِ يقول: ومدبر مشارق الشمس فـي الشتاء والصيف ومغاربها، والقـيّـم علـى ذلك ومصلـحه وترك ذكر الـمغارب لدلالة الكلام علـيه، واستغنـي بذكر الـمشارق من ذكرها، إذ كان معلوما أن معها الـمغارب. وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك: ٢٢٤٠٣ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة إنّ إلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ وقع القسم علـى هذا إن إلهكم لواحد رَبّ السّمَوَاتِ والأرْضِ وَما بَـيْنَهُما وَرَبّ الـمَشارِقِ قال: مشارق الشمس فـي الشتاء والصيف. ٢٢٤٠٤ـ حدثنـي مـحمد بن الـحسين، قلا: حدثنا أحمد بن الـمفضل، قال: حدثنا أسبـاط، عن السديّ، قوله: رَبّ الـمَشارِقِ قال: الـمشارق ستون وثلاثُ مئة مَشْرِق، والـمغارب مثلها، عدد أيام السنة. |
﴿ ٥ ﴾