٩دُحُورا والدحور: مصدر من قولك: دَحَرْته أدحَرُه دَحْرا ودُحورا، والدّحْر: الدفع والإبعاد، يقال منه: ادْحَرْ عنك الشيطان: أي ادفعه عنك وأبعده. وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك: ٢٢٤١٢ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلّ جانِبٍ دُحُورا قذفـا بـالشهب. ٢٢٤١٣ـ حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثنـي الـحارث، قال: حدثنا الـحسن، قال: حدثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد ، قوله: وَيُقْذَفُونَ يُرمَوْن مِنْ كُلّ جانِبٍ قال: من كلّ مكان. و قوله: دُحُورا قال: مطرودين. ٢٢٤١٤ـ حدثنـي يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، فـي قوله: وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلّ جانبٍ دُحُورا قال: الشياطين يدحرون بها عن الاستـماع، وقرأ وقال: (إلاّ مَنِ اسْتَرَقَ السّمْعَ فأتْبَعَهُ شِهابٌ ثاقِبٌ) . و قوله: ولَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ يقول تعالـى ذكره: ولهذه الشياطين الـمسترِقة السمع عذاب من اللّه واصب. واختلف أهل التأويـل فـي معنى الواصب، فقال بعضهم: معناه: الـموجع. ذكر من قال ذلك: ٢٢٤١٥ـ حدثنا أبو كُرَيب، قال: حدثنا ابن أبـي زائدة، عن إسماعيـل بن أبـي خالد، عن أبـي صالـح وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ قال: موجع. ٢٢٤١٦ـ وحدثنا مـحمد بن الـحسين، قال: حدثنا أحمد بن الـمفضل، قال: حدثنا أسبـاط، عن السديّ، فـي قوله: عَذَابٌ وَاصِبٌ قال: الـموجع. وقال آخرون: بل معناه: الدائم. ذكر من قال ذلك: ٢٢٤١٧ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد عن قتادة وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ: أي دائم. ٢٢٤١٨ـ حدثنا مـحمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثنـي الـحارث، قال: حدثنا الـحسن، قال: حدثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد ، قوله: عَذَابٌ وَاصِبٌ قال: دائم. ٢٢٤١٩ـ حدثنـي مـحمد بن سعد، قال: ثنـي أبـي، قال: ثنـي عمي، قال: ثنـي أبـي، عن أبـيه، عن ابن عباس وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ يقول: لهم عذاب دائم. ٢٢٤٢٠ـ حدثنا أبو كُرَيب، قال: حدثنا ابن أبـي زائدة، عمن ذكره، عن عكرمة ولَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ قال: دائم. ٢٢٤٢١ـ حدثنا يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، فـي قوله: وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ قال: الواصب: الدائب. وأولـى التأويـلـين فـي ذلك بـالصواب تأويـل من قال: معناه: دائم خالص، وذلك أن اللّه قال وَلَهُ الدّين وَاصِبـا فمعلوم أنه لـم يصفه بـالإيلام والإيجاع، وإنـما وصفه بـالثبـات والـخـلوص ومنه قول أبـي الأسود الدؤلـي: لا أشْتَرِي الـحَمْدَ القَلِـيـلَ بَقاؤُهُيَوْما بِذَمّ الدّهْر أجمَعَ وَاصِبـا أي دائما. |
﴿ ٩ ﴾