٥

و قوله: أجَعَلَ الاَلِهَةَ إِلها وَاحِدا يقول: وقال هؤلاء الكافرون الذين قالوا: مـحمد ساحر كذّاب: أجعل مـحمد الـمعبودات كلها واحدا، يسمع دعاءنا جميعنا، ويعلـم عبـادة كل عابد عبدَه منا إنّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجابٌ: أي إن هذا لشيء عجيب، كما:

٢٢٨٢٤ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة أجَعَلَ الاَلِهَةَ إلَها وَاحِدا إنّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجابٌ قال: عجب الـمشركون أن دُعوا إلـى اللّه وحده، وقالوا: يسمع لـحاجاتنا جميعا إله واحد ما سمعنا بهذا فـي الـملة الاَخرة.

وكان سبب قـيـل هؤلاء الـمشركين ما أخبر اللّه عنهم أنهم قالوه، من ذلك، أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال لهم: (أسْأَلُكُمْ أنْ تُـجِيبُونِـي إلـى وَاحِدَةٍ تَدِينُ لَكُمْ بِها العَرَبُ، وَتُعْطِيكُمْ بِها الـخَرَاجَ العَجَمُ) فقالوا: وما هي؟ فقال: (تقولون لا إلَهَ إلاّ اللّه ) ، فعند ذلك قالوا: أجَعَلَ الاَلَهَةَ إلَها وَاحِدا تعجبـا منهم من ذلك. ذكر الرواية بذلك:

٢٢٨٢٥ـ حدثنا أبو كُرَيب وابن وكيع، قالا: حدثنا أبو أُسامة، قال: حدثنا الأعمش، قال: حدثنا عبـاد، عن سعيد بن جُبَـير، عن ابن عباس ، قال: لـما مرض أبو طالب دخـل علـيه رهط من قريش فـيهم أبو جهل بن هشام فقالوا: إن ابن أخيك يشتـم آلهتنا، ويفعل ويفعل، ويقول ويقول، فلو بعثت إلـيه فنهيته فبعث إلـيه، فجاء النبي صلى اللّه عليه وسلم فدخـل البـيت، وبـينهم وبـين أبـي طالب قدر مـجلس رجل، قال: فخشي أبو جهل إن جلس إلـى جنب أبـي طالب أن يكون أرق له علـيه، فوثب فجلس فـي ذلك الـمـجلس، ولـم يجد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم مـجلسا قرب عمه، فجلس عند البـاب، فقال له أبو طالب: أي ابن أخي، ما بـال قومك يشكونك؟ يزعمون أنك تشتـم آلهتهم، وتقول وتقول قال: فأكثروا علـيه القول، وتكلـم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال: (يا عَمّ إنّـي أُرِيدُهُمْ عَلـى كَلِـمَةٍ وَاحِدَةٍ يَقُولُونَهَا، تَدِينُ لَهُمْ بِها العَرَبُ، وَتُؤَدّي إلَـيْهِمْ بِها العَجَمُ الـجِزْيَةَ) ، ففزعوا لكلـمته ولقوله، فقال القوم: كلـمة واحدة؟ نعم وأبـيك عَشْرا فقالوا: وما هي؟ فقال أبو طالب: وأيّ كلـمة هي يا ابن أخي؟ قال: (لا إلَهَ إلاّ اللّه ) قال: فقاموا فِزعين ينفضون ثـيابهم، وهم يقولون: أجَعَلَ الاَلِهَةَ إلَها وَاحِدا إنّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجابٌ قال: ونزلت من هذا الـموضع إلـى قوله: لـمّا يَذُوقُوا عَذَابِ اللفظ لأبـي كريب.

حدثنا أبو كُرَيب، قال: حدثنا معاوية بن هشام، عن سفـيان، عن يحيى بن عمارة، عن سعيد بن جُبَـير عن ابن عباس ، قال: مرض أبو طالب، فأتاه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يعوده، وهم حوله جلوس، وعند رأسه مكان فـارغ، فقام أبو جهل فجلس فـيه، فقال أبو طالب: يا ابن أخي ما لقومك يشكونك؟ قال: (يا عَمّ أُرِيدُهُمْ عَلـى كَلِـمَةٍ تَدِينُ لَهُمْ بِها العَرَبُ، وتُؤَدّي إلَـيْهِمْ بِها العَجَمُ الـجِزْيَةَ) قال: ما هي؟ قال: (لا إلَهَ إلاّ اللّه ) فقاموا وهم يقولون: ما سَمِعْنا بِهذَا فـي الـمِلّةِ الاَخرةِ إنْ هَذَا إلاّ اخْتِلاقٌ ونزل القرآن: ص والقُرآنِ ذِي الذّكْرِ ذي الشرف بَلِ الّذِينَ كَفَرُوا فِـي عِزّةٍ وَشِقاقٍ حتـى قوله: أجَعَلَ الاَلِهَةَ إلَها وَاحِدا.

حدثنا ابن وكيع، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن سفـيان، عن الأعمش، عن يحيى بن عمارة، عن سعيد بن جُبَـير، عن ابن عباس ، قال: مرض أبو طالب، ثم ذكر نـحوه، إلا أنه لـم يقل ذي الشرف، وقال: إلـى قوله: إنّ هَذَا لَشْيءٌ عُجابٌ.

حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفـيان، عن الأعمش، عن يحيى بن عمارة، عن سعيد بن جُبَـير، قال: مرض أبو طالب، قال: فجاء النبي صلى اللّه عليه وسلم يعوده، فكان عند رأسه مقعدُ رجل، فقام أبو جهل، فجلس فـيه، فشكَوا النبي صلى اللّه عليه وسلم إلـى أبـي طالب، وقالوا: إنه يقع فـي آلهتنا، فقال: يا ابن أخي ما تريد إلـى هذا؟ قال: (يا عمّ إنّـي أُريدُهُمْ علـى كَلِـمَةٍ تَدِينُ لَهُمْ بِها العَرَبُ، وتُؤَدّي إلَـيْهِمُ العَجَمُ الـجِزْيَةَ) قال: وما هي؟ قال: (لا إلَهَ إلاّ اللّه ) ، فقالوا: أجَعَلَ الاَلِهَةَ إلَها وَاحِدا إنّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجابٌ.

﴿ ٥