١٧

و قوله: وَالّذِينَ اجْتَنَبُوا الطّاغُوتَ: أي اجتنبوا عبـادة كلّ ما عُبد من دون اللّه من شيء. وقد بـيّنا معنى الطاغوت فـيـما مضى قبل بشواهد ذلك، وذكرنا اختلاف أهل التأويـل فـيه بـما أغنى عن إعادته فـي هذا الـموضع، وذكرنا أنه فـي هذا الـموضع: الشيطان، وهو فـي هذا الـموضع وغيره بـمعنى واحد عندنا. ذكر من قال ما ذكرنا فـي هذا الـموضع:

٢٣١٦٢ـ حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثنـي الـحارث، قال: حدثنا الـحسن، قال: حدثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد ، قوله: وَالّذِينَ اجْتَنَبُوا الطّاغُوتَ قال: الشيطان.

٢٣١٦٣ـ حدثنا مـحمد، قال: حدثنا أحمد، قال: حدثنا أسبـاط، عن السديّ وَالّذِينَ اجْتَنَبُوا الطّاغُوتَ أنْ يَعْبُدُوها قال: الشيطان.

٢٣١٦٤ـ حدثنـي يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، فـي قوله: وَالّذِينَ اجْتَنَبُوا الطّاغُوتَ أنْ يَعْبُدُوها قال: الشيطان هو هاهنا واحد وهي جماعة.

والطاغوت علـى قول ابن زيد هذا واحد مؤنث، ولذلك

قـيـل: أن يعبدوها.

و قـيـل: إنـما أُنثث لأنها فـي معنى جماعة.

و قوله: وأنابُوا إلـى اللّه يقول: وتابوا إلـى اللّه ورجعوا إلـى الإقرار بتوحيده، والعمل بطاعته، والبراءة مـما سواه من الاَلهة والأَنداد. وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:

٢٣١٦٥ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة ، قوله: وأنابُوا إلـى اللّه : وأقبلوا إلـى اللّه .

٢٣١٦٦ـ حدثنا مـحمد، قال: حدثنا أحمد، قال: حدثنا أسبـاط، عن السديّ، قوله: وأنابُوا إلـى اللّه قال: أجابوا إلـيه.

و قوله: لَهُمُ البُشْرَى يقول: لهم البشرى فـي الدنـيا بـالـجنة فـي الاَخرة فَبَشّرْ عِبـادِ

﴿ ١٧