١٨الّذِينَ يَسْتَـمِعُونَ القَوْلَ يقول جل ثناؤه لنبـيه مـحمد صلى اللّه عليه وسلم : فبشر يا مـحمد عبـادي الذين يستـمعون القول من القائلـين، فـيتبعون أرشده وأهداه، وأدله علـى توحيد اللّه ، والعمل بطاعته، ويتركون ما سوى ذلك من القول الذي لا يدل علـى رشاد، ولا يهدي إلـى سداد. وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك: ٢٣١٦٧ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة فَـيَتّبِعُونَ أحْسَنَهُ وأحسنه طاعة: اللّه . ٢٣١٦٨ـ حدثنا مـحمد، قال: حدثنا أحمد، قال: حدثنا أسبـاط، عن السديّ، فـي قوله: فَـيَتّبِعُونَ أحْسَنَهُ قال: أحسن ما يؤمرون به فـيعملون به. و قوله: أُولَئِكَ الّذِينَ هَداهُمُ اللّه يقول تعالـى ذكره: الذين يستـمعون القول فـيتبعون أحسنه، الذين هداهم اللّه ، يقول: وفقهم اللّه للرشاد وإصابة الصواب، لا الذين يُعْرِضون عن سماع الـحقّ، ويعبدون ما لا يضرّ، ولا ينفع. و قوله: أُولَئِكَ هُمْ أُولُوا الألْبـابِ يعني : أولو العقول والـحجا. وذُكر أن هذه الاَية نزلت فـي رهط معروفـين وحّدوا اللّه ، وبرئوا من عبـادة كل ما دون اللّه قبل أن يُبعث نبـيّ اللّه ، فأنزل اللّه هذه الاَية علـى نبـيه يـمدحهم. ذكر من قال ذلك: ٢٣١٦٩ـ حدثنـي يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، فـي قوله: وَالّذِينَ اجْتَنَبُوا الطّاغُوتَ أنْ يَعْبُدُوها... الاَيتـين، حدثنـي أبـي أن هاتـين الاَيتـين نزلتا فـي ثلاثة نفر كانوا فـي الـجاهلـية يقولون: لا إله إلا اللّه : زيد بن عمرو، وأبـي ذرّ الغفـاري، وسلم ان الفـارسيّ، نزل فـيهم: وَالّذِينَ اجْتَنَبُوا الطّاغُوتَ أنْ يَعْبُدُوها فـي جاهلـيتهم وأنابُوا إلـى اللّه لَهُمُ البُشْرَى فَبَشّرْ عِبـادِ الّذِينَ يَسْتَـمِعُونَ القَوْلَ فَـيَتّبِعُونَ أحْسَنَهُ لا إله إلا اللّه ، أولئك الذين هداهم اللّه بغير كتاب ولا نبـيّ وأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الألْبـابِ. |
﴿ ١٨ ﴾