٣

كِتابٌ فُصّلَتْ آياتُهُ يقول: كتاب بينت آياته كما:

٢٣٤٦٠ـ حدثنا محمد، قال: حدثنا أحمد، قال: حدثنا أسباط، عن السديّ، قوله: فُصّلَتْ آياتُهُ قال: بُيّنت آياتُه.

و قوله: قُرآنا عَرَبِيّا يقول تعالى ذكره: فُصلت آياته هكذا.

وقد اختلف أهل العربية في وجه نصب القرآن، فقال بعض نحوييّ البصرة قوله: كِتابٌ فُصّلت الكتاب خبر لمبتدأ أخبر أن التنزيل كتاب، ثم قال: فُصّلَتْ آياتُهُ قُرآنا عَرَبِيّا شغل الفعل بالاَيات حتى صارت بمنزلة الفاعل، فنصب القرآن، وقال: بَشِيرا ونَذِيرا على أنه صفة، وإن شئت جعلت نصبه على المدح كأنه حين ذكره أقبل في مدحته، فقال: ذكرنا قرآنا عربيا بشيرا ونذيرا، وذكرناه قرآنا عربيا، وكان فيما مضى من ذكره دليل على ما أضمر. وقال بعض نحوييّ الكوفة: نصب قرآنا على الفعل: أي فصلت آياته كذلك. قال: وقد يكون النصب فيه على القطع، لأن الكلام تامّ عند قوله (آياته) . قال: ولو كان رفعا على أنه من نعت الكتاب كان صوابا، كما قال في موضع آخر: كِتابٌ أنْزَلْناهُ إلَيْكَ مُبارَكٌ وقال: وكذلك قوله: بَشِيرا وَنَذِيرا فيه ما في قُرآنا عَربيّا.

و قوله: لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ يقول: فصلت آيات هذا الكتاب قرآنا عربيا لقوم يعلمون اللسان العربي،

﴿ ٣