| ٦القول فـي تأويـل قوله تعالى: {قُلْ إِنّمَآ أَنَاْ بَشَرٌ مّثْلُكُمْ يُوحَىَ إِلَيّ أَنّمَآ إِلَـَهُكُمْ إِلَـَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوَاْ إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لّلْمُشْرِكِينَ }. يقول تعالى ذكره: قل يا محمد لهؤلاء المعرضين عن آيات اللّه من قومك: أيها القوم، ما أنا إلا بشر من بني آدم مثلكم في الجنس والصورة والهيئة لست بمَلك يُوحَى إليّ يوحي اللّه إليّ أن لا معبود لكم تصلح عبادته إلا معبود واحد فاسْتَقِيمُوا إلَيْهِ يقول: فاستقيموا إليه بالطاعة، ووجهوا إليه وجوهكم بالرغبة والعبادة دون الاَلهة والأوثان وَاسْتَغْفِرُوهُ يقول: وسلوه العفو لكم عن ذنوبكم التي سلفت منكم بالتوبة من شرككم، يتب عليكم ويغفر لكم. و قوله: وَوَيْلٌ للْمُشْرِكِينَ الّذِينَ لا يُوءْتَونَ الزّكاةَ وَهُمْ بالاَخِرَةِ هُمْ كافِرُونَ يقول تعالى ذكره: وصديد أهل النار، وما يسيل منهم للمدعين للّه شريكا العابدين الأوثان دونه الذين لا يؤتون الزكاة. اختلف أهل التأويل في ذلك، فقال بعضهم: معناه: الذي لا يعطون اللّه الطاعة التي تطهرهم، وتزَكّي أبدانهم، ولا يوحدونه وذلك قول يُذكر عن ابن عباس . ذكر الرواية بذلك: ٢٣٤٦٣ـ حدثني عليّ، قال: حدثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس ، قوله: وَوَيْلٌ للْمُشْرِكِينَ الّذِينَ لا يُوءْتُونَ الزّكاةَ قال: هم الذين لا يشهدون أن لا إله إلا اللّه . ٢٣٤٦٤ـ حدثني سعد بن عبد اللّه بن عبد الحكم، قال: حدثنا حفص، قال: حدثنا الحكم بن أبان، عن عكرمة، قوله: وَوَيْلٌ للْمُشْرِكِينَ الّذِينَ لا يُوءْتُونَ الزّكاةَ: الذين لا يقولون لا إله إلا اللّه . وقال آخرون: بل معنى ذلك: الذين لا يقرّون بزكاة أموالهم التي فرضها اللّه فيها، ولا يعطونها أهلها. وقد ذكرنا أيضا قائلي ذلك قبلُ. وقد: ٢٣٤٦٥ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة وَوَيْلٌ للْمُشْرِكِينَ الّذِينَ لا يُوءْتُونَ الزّكاةَ قال: لا يقرّون بها ولا يؤمنون بها. وكان يقال: إن الزكاة قنطرة الإسلام، فمن قطعها نجا، ومن تخلف عنها هلك وقد كان أهل الردّة بعد نبيّ اللّه قالوا: أما الصلاة فنصلّي، وأما الزكاة فواللّه لا تغصب أموالنا قال: فقال أبو بكر: واللّه لا أفرّق بين شيء جمع اللّه بينه واللّه لو منعوني عِقالاً مما فرض اللّه ورسوله لقاتلناهم عليه. ٢٣٤٦٦ـ حدثنا محمد، قال: حدثنا أحمد، قال: حدثنا أسباط، عن السديّ وَوَيْلٌ للْمُشْرِكِينَ الّذِينَ لا يُوءْتُونَ الزّكاةَ قال: لو زَكّوا وهم مشركون لم ينفعهم. والصواب من القول في ذلك ما قاله الذين قالوا: معناه: لا يؤدّون زكاة أموالهم وذلك أن ذلك هو الأشهر من معنى الزكاة، وأن في قوله: وَهُمْ بالاَخِرَةِ هُمْ كافِرُونَ دليلاً على أن ذلك كذلك، لأن الكفار الذين عنوا بهذه الاَية كانوا لا يشهدون أن لا إله إلا اللّه ، فلو كان قوله: | 
﴿ ٦ ﴾