٥٢

القول فـي تأويـل قوله تعالى:

قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن كَانَ مِنْ عِندِ اللّه ثُمّ كَفَرْتُمْ بِهِ مَنْ أَضَلّ مِمّنْ هُوَ فِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ

يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى اللّه عليه وسلم قُلْ يا محمد للمكذّبين بما جئتهم به من عند ربّك من هذا القرآن أرَأَيْتُمْ أيها القوم إنْ كانَ هذا الذي تكذّبون به مِنْ عِنْدِ اللّه ثُمّ كَفَرْتُمْ بِهِ ألستم فِي فِراقٍ للحق وبعدٍ من الصواب، فجعل مكان التفريق الخبر، فقال: مَنْ أضَلّ مِمّنْ هُوَ في شِقاقٍ بَعَيدٍ إذا كان مفهوماً معناه.

و قوله: مَنْ أضَلّ مِمّنْ هُوَ في شِقاقٍ بَعَيدٍ يقول: قل لهم من أشدّ ذهاباً عن قصد السبيل، وأسلك لغير طريق الصواب، ممن هو في فراقٍ لأمر اللّه وخوفٍ له، بعيد من الرشاد.

﴿ ٥٢