٥

و قوله: تَكادُ السّمَوَاتُ يَتَفَطّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنّ يقول تعالى ذكره: تكاد السموات يتشققن من فوق الأرضين، من عظمة الرحمن وجلاله. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:

٢٣٦٢٨ـ حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس ، قوله: تَكادُ السّمَوَاتُ يَتَفَطّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنّ قال: يعني من ثقل الرحمن وعظمته تبارك وتعالى.

٢٣٦٢٩ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة ، قوله: تَكادُ السّمَوَاتُ يَتَفَطّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنّ: أي من عظمة اللّه وجلاله.

حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة ، مثله.

٢٣٦٣٠ـ حدثنا محمد، قال: حدثنا أحمد، قال: حدثنا أسباط، عن السديّ تَكادُ السّمَواتُ يَتَفَطّرْنَ قال: يتشقّقن في قوله: مُنْفَطِرٌ بِهِ قال: منشقّ به.

٢٣٦٣١ـ حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول، في قوله: يَتَفَطّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنّ يقول: يتصدّعن من عظمة اللّه .

٢٣٦٣٢ـ حدثنا محمد بن منصور الطوسي، قال: حدثنا حسين بن محمد، عن أبي معشر، عن محمد بن قيس، قال: جاء رجل إلى كعب فقال: يا كعب أين ربنا؟ فقال له الناس: دقّ اللّه تعالى، أفتسأل عن هذا؟ فقال كعب: دعوه، فإن يك عالماً ازداد، وإن يك جاهلاً تعلم. سألت أين ربنا، وهو على العرش العظيم متكىء، واضع إحدى رجليه على الأخرى، ومسافة هذه الأرض التي أنت عليها خمسمائة سنة ومن الأرض إلى الأرض مسيرة خمس مئة سنة، وكثافتها خمس مئة سنة، حتى تمّ سبع أرضين، ثم من الأرض إلى السماء مسيرة خمس مئة سنة، وكثافتها خمس مئة سنة، واللّه على العرش متكىء، ثم تفطر السموات. ثم قال كعب: اقرأوا إن شئتم تَكادُ السّمَوَاتُ يَتَفَطّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنّ... الاَية.

و قوله: وَالمَلائِكَةُ يُسَبّحُونَ بِحَمْدِ رَبّهِمْ يقول تعالى ذكره: والملائكة يصلون بطاعة ربهم وشكرهم له من هيبة جلاله وعظمته، كما:

٢٣٦٣٣ـ حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن ابن عباس وَالمَلائِكَةُ يَسَبّحُونَ بِحَمْدِ رَبّهِمْ قال: الملائكة يسبحون له من عظمته.

و قوله: وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الأرْضِ يقول: ويسألون ربهم المغفرة لذنوب من في الأرض من أهل الإيمان به، كما:

٢٣٦٣٤ـ حدثنا محمد، قال: حدثنا أحمد، قال: حدثنا أسباط، عن السديّ، في قوله: وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الأرْضِ قال: للمؤمنين. يقول اللّه عزّ وجلّ: ألا إن اللّه هو الغفور لذنوب مؤمني عباده، الرحيم بهم أن يعاقبهم بعد توبتهم منها.

﴿ ٥