١٦

وإنما اخترنا القول الذي اخترناه في تأويل ذلك، لأن اللّه جل ثناؤه أتبع ذلك قوله: أمِ اتّخَذَ مِما يخْلُقُ بَناتٍ وأصْفاكُمْ بالبَنِينَ توبيخا لهم على قولهم ذلك، فكان معلوما أن توبيخه إياهم بذلك إنما هو عما أخبر عنهم من قيلهم ما قالوا في إضافة البنات إلى اللّه جلّ ثناؤه.

و قوله: إنّ الإنْسانَ لَكَفُورٌ مُبِينٌ يقول تعالى ذكره: إن الإنسان لذو جحد لنِعم ربه التي أنعمها عليه مبين: يقول: يبين كفرانه نعمه عليه، لمن تأمله بفكر قلبه، وتدبر حاله.

و قوله: أمِ اتّخَذَ مِمّا يَخْلُقُ بَناتٍ يقول جل ثناؤه موبخا هؤلاء المشركين الذين وصفوه بأن الملائكة بناته: اتخذ ربكم أيها الجاهلون مما يخلق بنات، وأنتم لا ترضون لأنفسكم، وأصفاكم بالبنين: يقول: وأخلصكم بالبنين، فجعلهم لكم

﴿ ١٦