٩ثم اختلفت القرّاء في قراءة قوله: لِتُؤْمِنُوا باللّه وَرَسُولِهِ وَتُعَزّرُوهُ وَتُوَقّرُوهُ وَتُسَبّحُوهِ فقرأ جميع ذلك عامة قرّاء الأمصار خلا أبي جعفر المدني وأبي عمرو بن العلاء، بالتاء لِتُؤْمِنُوا، وتُعَزّرُوهُ، وَتُوَقّرُوهُ، وَتُسَبّحُوهُ بمعنى: لتؤمنوا باللّه ورسوله أنتم أيها الناس. وقرأ ذلك أبو جعفر وأبو عمرو كله بالياء (لِيُؤْمِنُوا، ويُعَزّرُوهُ، ويُوَقّرُوهُ، ويُسَبّحُوهُ) بمعنى: إنا أرسلناك شاهدا إلى الخلق ليؤمنوا باللّه ورسوله ويعزّروه. والصواب من القول في ذلك: إن يقال: إنهما قراءتان معروفتان صحيحتا المعنى، فبأيتهما قرأ القارىء فمصيب. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: ٢٤٣٤٤ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة ، قوله: إنّا أرْسَلْناكَ شاهِدا وَمُبَشّرا وَنَذِيرا يقول: شاهدا على أمته على أنه قد بلغهم ومبشرا بالجنة لمن أطاع اللّه ، ونذيرا من النار. و قوله: وَتُعَزّرُوهُ وَتُوَقّرُوهُ اختلف أهل التأويل في تأويله، فقال بعضهم: تجلّوه، وتعظموه. ذكر من قال ذلك: ٢٤٣٤٥ـ حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس وَيُعَزّرُوهُ يعني : الإجلال وَيُوَقّرُوهُ يعني : التعظيم. ٢٤٣٤٦ـ حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: وَيُعَزّرُوهُ وَيُوَقّرُوهُ كل هذا تعظيم وإجلال. وقال آخرون: معنى قوله: وَيُعَزّرُوهُ: وينصروه، ومعنى وَيُوَقّرُوهُ ويفخموه. ذكر من قال ذلك: ٢٤٣٤٧ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة وَيُعَزّرُوهُ: ينصروه وَيُوَقّرُوهُ أمر اللّه بتسويده وتفخيمه. حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ، في قوله: وَيُعَزّرُوهُ قال: ينصروه، ويوقروه: أي ليعظموه. ٢٤٣٤٨ـ حدثني أبو هريرة الضّبَعيّ، قال: حدثنا حرميّ، عن شعبة، عن أبي بشر، جعفر بن أبي وحشية، عن عكرِمة وَيُعَزّرُوهُ قال: يقاتلون معه بالسيف. حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: ثني هشيم، عن أبي بشر، عن عكرِمة، مثله. حدثني أحمد بن الوليد، قال: حدثنا عثمان بن عمر، عن سعيد، عن أبي بشر، عن عكرِمة، بنحوه. حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا يحيى ومحمد بن جعفر، قالا: حدثنا شعبة، عن أبي بشر، عن عكرِمة، مثله. وقال آخرون: معنى ذلك: ويعظموه. ذكر من قال ذلك: ٢٤٣٤٩ـ حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: وَيُعَزّرُوهُ وَيُوَقّرُوهُ قال: الطاعة للّه. وهذه الأقوال متقاربات المعنى، وإن اختلفت ألفاظ أهلها بها. ومعنى التعزير في هذا الموضع: التقوية بالنّصرة والمعونة، ولا يكون ذلك إلا بالطاعة والتعظيم والإجلال. وقد بيّنا معنى ذلك بشواهده فيما مضى بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع. فأما التوقير: فهو التعظيم والإجلال والتفخيم. و قوله: وَتُسَبّحُوهُ بُكْرَةً وأصِيلاً يقول: وتصلوا له يعني للّه بالغدوات والعشيات. والهاء في قوله: وَتُسَبّحُوهُ من ذكر اللّه وحده دون الرسول. وقد ذُكر أن ذلك في بعض القراءات: (وَيُسَبّحُوا اللّه بُكْرَةً وأصِيلاً) . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: ٢٤٣٥٠ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة (وَيُسَبّحُوهُ بُكْرَةً وأصِيلاً) في بعض القراءة (ويسبّحوا اللّه بكرة وأصيلاً) . حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة في بعض الحروف (وَيُسَبّحُوا اللّه بُكْرَةً وَأصِيلاً) . ٢٤٣٥١ـ حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: (وَيُسَبّحُوهُ بُكْرَةً وأصِيلاً) يقول: يسبحون اللّه رجع إلى نفسه.  | 
	
﴿ ٩ ﴾