١٢القول فـي تأويـل قوله تعالى: {بَلْ ظَنَنْتُمْ أَن لّن يَنقَلِبَ الرّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَىَ أَهْلِيهِمْ أَبَداً ...}. يقول تعالى ذكره لهؤلاء الأعراب المعتذرين إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عند منصرَفه من سفره إليهم بقوله م: شَغَلَتْنا أمْوَالُنا وأهْلُونا ما تخلفتم خلاف رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حين شخص عنكم، وقعدتم عن صحبته من أجل شغلكم بأموالكم وأهليكم، بل تخلفتم بعده في منازلكم، ظنا منكم أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ومن معه من أصحابه سيهلكون، فلا يرجعون إليكم أبدا باستئصال العدوّ إياهم وزيّن ذلك في قلوبكم، وحسّن الشيطان ذلك في قلوبكم، وصححه عندكم حتى حسُن عندكم التخلف عنه، فقعدتم عن صحبته وَظَنَنْتُمْ ظَنّ السّوْءِ يقول: وظننتم أن اللّه لن ينصر محمدا صلى اللّه عليه وسلم وأصحابه المؤمنين على أعدائهم، وأن العدوّ سيقهرونهم ويغلبونهم فيقتلونهم. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: ٢٤٣٥٧ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة ، قوله: سَيَقُولُ لَكَ المُخَلّفُونَ مِنَ الأَعْرَابِ... إلى قوله: وكُنْتُمْ قَوْما بُورا قال: ظنوا بنبيّ اللّه صلى اللّه عليه وسلم وأصحابه أنهم لن يرجعوا من وجههم ذلك، وأنهم سيهلكون، فذلك الذي خلفهم عن نبيّ اللّه صلى اللّه عليه وسلم . و قوله: وكُنْتُمْ قَوْما بُورا يقول: وكنتم قوما هَلْكى لا يصلحون لشيء من الخبر. و قيل: إن البور في لغة أذرعات: الفاسد فأما عند العرب فإنه لا شيء. ومنه قول أبي الدرداء: فأصبح ما جمعوا بُورا أي ذاهبا قد صار باطلاً لا شيء منه ومنه قول حسّان بن ثابت: لا يَنْفَعُ الطّولُ مِن نُوك القُلوب وقدْيَهْدِي الإلَهُ سَبِيلَ المَعْشَرِ البُورِ وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة ، قوله: وكُنْتُمْ قَوْما بُورا قال: فاسدين. ٢٤٣٥٨ـ وحدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: وكُنْتُمْ قَوْما بُورا قال: البور الذي ليس فيه من الخير شيء. ٢٤٣٥٩ـ حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: وكُنْتُمْ قَوْما بُورا قال: هالكين. |
﴿ ١٢ ﴾