٩

القول فـي تأويـل قوله تعالى: {وَنَزّلْنَا مِنَ السّمَآءِ مَآءً مّبَارَكاً فَأَنبَتْنَا بِهِ جَنّاتٍ وَحَبّ الْحَصِيدِ}.

يقول تعالى ذكره: وَنَزّلْنا مِنَ السّماءِ ماءً مطرا مباركا، فأنبتنا به بساتين أشجارا، وحبّ الزرع المحصود من البرّ والشعير، وسائر أنواع الحبوب. كما:

٢٤٦٤١ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة وَحَبّ الحَصِيدِ هذا البرّ والشعير.

حدثني ابن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة وَحَبّ الْحَصِيدِ قال: هو البرّ والشعير.

٢٤٦٤٢ـ حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد وَحَبّ الحَصِيدِ قال: الحِنطة.

وكان بعض أهل العربية يقول في قوله: وحَبّ الْحَصِيدِ الحبّ هو الحصيد، وهو مما أضيف إلى نفسه مثل قوله: إنّ هَذَا لَهُوَ حَقّ اليَقِينِ.

و قوله: والنّخْلَ باسِقاتٍ يقول: وأنبتنا بالماء الذي أنزلنا من السماء النخل طوالاً، والباسق: هو الطويل يقال للجبل الطويل: جبل باسق، كما قال أبو نوفل لابن هُبَيرة:

يا بْنَ الّذِينَ بِفَضْلِهِمْبَسَقَتْ عَلى قَيْسٍ فَزَارَهْ

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:

﴿ ٩