٢١القول فـي تأويـل قوله تعالى: {وَجَآءَتْ كُلّ نَفْسٍ مّعَهَا سَآئِقٌ وَشَهِيدٌ}. يقول تعالى ذكره: وجاءت يوم ينفخ في الصور كلّ نفس ربها، معها سائق يسوقها إلى اللّه ، وشهيد يشهد عليها بما في الدنيا من خير أو شرّ. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: ٢٤٦٨١ـ حدثنا ابن حُمَيد، قال: حدثنا مهران، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن يحيى بن رافع مولى لثقيف، قال: سمعت عثمان بن عفان رضي اللّه عنه يخطب، فقرأ هذه الاَية سائِقٌ وشَهِيدٌ قال: سائق يسوقها إلى اللّه ، وشاهد يشهد عليها بما عملت. ٢٤٦٨٢ـ قال: ثنا حكام، عن إسماعيل، عن أبي عيسى، قال: سمعت عثمان بن عفان رضي اللّه عنه يخطب، فقرأ هذه الاَية وَجاءَتْ كُلّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ وشَهِيدٌ قال: السائق يسوقها إلى أمر اللّه ، والشهيد يشهد عليها بما عملت. ٢٤٦٨٣ـ حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس ، قوله: وَجاءَتْ كُلّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ وَشَهِيدٌ قال: السائق من الملائكة، والشهيد: شاهد عليه من نفسه. ٢٤٦٨٤ـ حدثنا ابن حُمَيد، قال: حدثنا سفيان، عن مهران، عن خصِيف، عن مجاهد سائِقٌ وشَهِيدٌ سائق يسوقها إلى أمر اللّه ، وشاهد يشهد عليها بما عملت. حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد سائِقٌ وشَهِيدٌ سائق يسوقها إلى أمر اللّه ، وشاهد يشهد عليها بما عملت. ٢٤٦٨٥ـ حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثني الحارث قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا ورقاء جميعا، عن ابن نجيح، عن مجاهد في قول اللّه سائِقٌ وشَهِيدٌ قال: المَلكان: كاتب، وشهيد. ٢٤٦٨٦ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة ، قوله: وَجاءَتْ كُلّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ وشَهِيدٌ قال: سائق يسوقها إلى ربها، وشاهد يشهد عليها بعملها. حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا أبو هلال، قال: حدثنا قتادة ، في قوله: وَجاءَتْ كُلّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ وشَهِيدٌ قال: سائق يسوقها إلى حسابها، وشاهد يشهد عليها بما عملت. ٢٤٦٨٧ـ حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن ثور، عن معمر، عن الحسن مَعَها سائِقٌ وشَهِيدٌ قال: سائق يسوقها، وشاهد يشهد عليها بعملها. ٢٤٦٨٨ـ حدثنا ابن حُمَيد، قال: حدثنا مهران، عن أبي جعفر، عن الربيع بن أنس سائِقٌ وشَهِيدٌ قال: سائق يسوقها، وشاهد يشهد عليها بعملها. ٢٤٦٨٩ـ وحُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: وَجاءَتْ كُلّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ وشَهِيدٌ السائق من الملائكة، والشاهد من أنفسهم: الأيدي، والأرجل، والملائكة أيضا شهداء عليهم. ٢٤٦٩٠ـ حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله سائِقٌ وشَهِيدٌ قال: مَلك وُكّل به يحصي عليه عمله، ومَلك يسوقه إلى محشره حتى يوافي محشره يوم القيامة. واختلف أهل التأويل في المعنيّ بهذه الاَيات فقال بعضهم: عنى بها النبي صلى اللّه عليه وسلم . وقال بعضهم: عنى أهل الشرك، وقال بعضهم: عُنِي بها كلّ أحد. ذكر من قال ذلك: ٢٤٦٩١ـ حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب قال: ثني يعقوب بن عبد الرحمن الزهريّ، قال: سألت زيدبن أسلم، عن قوله اللّه : وَجاءَتْ سَكْرَةُ المَوْتِ بالحَقّ... الاَية، إلى قوله: سائِقٌ وشَهيدٌ، فقلت له: من يُراد بهذا؟ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، فقلت له رسول اللّه ؟ فقال: ما تنكر؟ قال اللّه عزّ وجلّ: ألَمْ يَجدْكَ يَتِيما فآوَى وَوَجَدَكَ ضَالاّ فَهَدَى قال: ثم سألت صالح بن كيسان عنها، فقال لي: هل سألت أحدا؟ فقلت: نعم، قد سألت عنها زيدبن أسلم، فقال: ما قال لك؟ فقلت: بل تخبرني ما تقول، فقال: لأخبرنك برأيي الذي عليه رأيي، فأخبرني ما قال لك؟ قلت: قال: يُراد بهذا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، فقال: وما علم زيد؟ واللّه ما سنّ عالية، ولا لسان فصيح، ولا معرفة بكلام العرب، إنما يُراد بهذا الكافر. ثم قال: اقرأ ما بعدها يدلك على ذلك، قال: ثم سألت حسين بن عبد اللّه بن عبيد اللّه بن عباس ، فقال لي مثل ما قال صالح: هل سألت أحدا فأخبرني به؟ قلت: إني قد سألت زيد بن أسلم وصالح بن كيسان، فقال لي: ما قالا لك؟ قلت: بل تخبرني بقولك، قال: لأخبرنك بقولي، فأخبرته بالذي قالا لي، قال: أخالفهما جميعا، يريد بها البرّ والفاجر، قال اللّه : وَجاءَتْ سَكْرَةُ المَوْتِ بالحَقّ ذلكَ ما كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ فَبَصَرُك اليَوْمَ حَدِيدٌ قال: فانكشف الغطاء عن البرّ والفاجر، فرأى كلّ ما يصير إليه. ٢٤٦٩٢ـ حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: وَجاءَتْ كُلّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ وشَهِيدٌ يعني المشركين. وأولى الأقوال في ذلك عندي بالصواب قول من قال: عنى بها البرّ والفاجر، لأن اللّه أتبع هذه الاَيات قوله: وَلَقَدْ خَلَقْنا الإنْسانَ وَنَعْلَمُ ما تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُه والإنسان في هذا الموضع بمعنى: الناس كلهم، غير مخصوص منهم بعض دون بعض. فمعلوم إذا كان ذلك كذلك أن معنى قوله: وَجاءَتْ سَكْرَةُ المَوْتِ بالحَقّ وجاءتك أيها الإنسان سكرة الموت بالحقّ ذلكَ ما كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدٌ وإذا كان ذلك كذلك كانت بينةٌ صحة ما قلنا. |
﴿ ٢١ ﴾