١٠

القول فـي تأويـل قوله تعالى: {قُتِلَ الْخَرّاصُونَ}.

يقول تعالى ذكره: لُعِن المتكهنون الذين يتخرّصون الكذب والباطل فيتظننونه.

واختلف أهل التأويل في الذين عُنُوا بقوله قُتِلَ الخَرّاصُونَ فقال بعضهم: عُنَي به المرتابون. ذكر من قال ذلك:

٢٤٨٢٠ـ حدثني عليّ، قال: حدثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس ، قوله: قُتِلَ الخَرّاصُونَ يقول: لعن المُرتابون.

وقال آخرون في ذلك بالذي قلنا فيه. ذكر من قال ذلك:

٢٤٨٢١ـ حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس ، قوله: قُتِلَ الخَرّاصُونَ قال: الكهنة.

٢٤٨٢٢ـ حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قُتِلَ الخَرّاصُونَ قال: الذين يتخرّصون الكذب كقوله في عبس قُتِلَ الإنْسانُ، وقد حدثني كل واحد منهما بالإسناد الذي ذكرت عنه، عن مجاهد، قوله: قُتِلَ الخَرّاصُونَ قال: الذين يقولون: لا نُبْعَث ولا يُوقِنون.

٢٤٨٢٣ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة قُتِلَ الخَرّاصُونَ: أهل الظنون.

٢٤٨٢٤ـ حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: قُتِلَ الخَرّاصُونَ قال: القوم الذين كانوا يتخرّصون الكذب على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، قالت طائفة: إنما هو ساحر، والذي جاء به سحر. وقالت طائفة: إنما هو شاعر، والذي جاء به شعر وقالت طائفة: إنما هو كاهن، والذي جاء به كهانة وقالت طائفة أساطِيرُ الأوّلِينَ اكْتَتَبَها فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وأصِيلاً يتخرّصون على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم .

و قوله: وَالّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ ساهُونَ يقول تعالى ذكره: الذين هم في غمرة الضلالة وغَلَبتها عليهم متمادون، وعن الحقّ الذي بعث اللّه به محمدا صلى اللّه عليه وسلم ساهون، قد لَهُوا عنه. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل وإن اختلفت ألفاظهم في البيان عنه. ذكر من قال ذلك:

٢٤٨٢٥ـ حدثني عليّ، قال: حدثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس ،

﴿ ١٠