١٧القول فـي تأويـل قوله تعالى: {كَانُواْ قَلِيلاً مّن اللّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ}. اختلف أهل التأويل في تأويل قوله: كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللّيْلِ ما يَهْجَعُونَ قال بعضهم: معناه كانوا قليلا من الليل لا يهجعون، وقالوا: (ما) بمعنى الجحد. ذكر من قال ذلك: ٢٤٨٥٠ـ حدثنا ابن بشار وابن المثنى، قالا: حدثنا يحيى بن سعيد وابن أبي عدي، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة ، عن أنس بن مالك كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللّيْلِ ما يَهْجَعُونَ قال: يتيقظون يصلون ما بين هاتين الصلاتين، ما بين المغرب والعشاء. حدثني زريق بن الشحب، قال: حدثنا عبد الوهاب بن عطاء، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة ، عن أنس، بنحوه. ٢٤٨٥١ـ حدثنا ابن بشار وابن المثنى، قالا: حدثنا أبو داود، قال: حدثنا بكير بن أبي السمط، عن قتادة ، عن محمد بن عليّ، في قوله: كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللّيْلِ ما يَهْجَعُونَ قال: كانوا لا ينامون حتى يصلوا العتمة. ٢٤٨٥٢ـ قالا: ثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن قتادة ، عن مطرف، في قوله: كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللّيْلِ ما يَهْجَعُونَ قال: قلّ ليلة أتت عليهم إلا صلوا فيها. حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة ، قال: قال مطرف بن عبد اللّه في قوله: كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللّيْلِ ما يَهْجَعُونَ قلّ ليلة تأتي عليهم لا يصلون فيها اللّه . إما من أوّلها، وإما من وسطها. ٢٤٨٥٣ـ حدثنا أبو كُرَيب، قال: حدثنا ابن يمان، قال: حدثنا ابن أبي ليلى، عن المنهال، عن سعيد بن جُبَير، عن ابن عباس كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللّيْلِ ما يَهْجَعُونَ قال لم يكن يمضي عليهم ليلة إلا يأخذون منها ولو شيئا. ٢٤٨٥٤ـ قال: ثنا ابن يمان، عن أبي جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، قال: كانوا يصيبون فيها حظا. ٢٤٨٥٥ـ حدثني عليّ بن سعيد الكنديّ، قال: حدثنا حفص بن عاصم، عن أبي العالية، في قوله: كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللّيْلِ ما يَهْجَعُونَ قال: لا ينامون بين المغرب والعشاء. ٢٤٨٥٦ـ حدثنا ابن حُمَيد، قال: حدثنا حكام ومهران، عن أبي جعفر، عن الربيع كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللّيْلِ ما يَهْجَعُونَ قال: كانوا يصيبون من الليل حظا. حدثني يعقوب، قال: حدثنا ابن علية، عن سعيد بن أبي عروبة، عن مطرّف، في قوله: كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللّيْلِ ما يَهْجَعُونَ قال: قلّ ليلة أتت عليهم هجعوها كلها. ٢٤٨٥٧ـ حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللّيْلِ ما يَهْجَعُونَ قال: كان لهم قليل من الليل ما يهجعون، كانوا يصلونه. ٢٤٨٥٨ـ حدثني يعقوب، قال: حدثنا ابن علية، قال: سمعت ابن أبي نجيح، يقول في قوله: كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللّيْلِ ما يَهْجَعُونَ قال: كانوا قليلاً ما ينامون ليلة حتى الصباح. ٢٤٨٥٩ـ حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللّيْلِ ما يَهْجَعُونَ قال: قليل ما يرقدون ليلة حتى الصباح لا يتهجدون. وقال آخرون: بل معنى ذلك: كانوا قليلاً من الليل يهجعون، ووجهوا ما التي في قوله: ما يَهْجَعُونَ إلى أنها صلة. ذكر من قال ذلك: ٢٤٨٦٠ـ حدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن قتادة ، في قوله: كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللّيْلِ ما يَهْجَعُونَ قال: قال الحسن: كابدوا قيام الليل. حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة ، قال: كان الحسن يقول: لا ينامون منه إلا قليلاً. حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا ابن علية، عن بعض أصحابنا، عن الحسن، في قوله: كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللّيْلِ ما يَهْجَعُونَ قال: لا ينامون من الليل إلا أقله. ٢٤٨٦١ـ حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا عبد الوهاب، قال: حدثنا عوف، عن سعيد بن أبي الحسن، في قوله: كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللّيْلِ ما يَهْجَعُونَ قال: قلّ ليلة أتت عليهم هجوعا. ٢٤٨٦٢ـ حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة ، قال: قال الأحنف بن قيس، في قوله: كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللّيْلِ ما يَهْجَعُونَ قال: كانوا لا ينامون إلا قليلاً. ٢٤٨٦٣ـ حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا أبو داود، قال: حدثنا الحكم بن عطية، عن قتادة ، قال: قال الأحنف بن قَيس، وقرأ هذه الاَية كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللّيْلِ ما يَهْجَعُونَ قال: لست من أهل هذه الاَية. حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا ابن أبي عديّ، عن سعيد، عن قتادة ، عن الحسن، في قوله: كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللّيْلِ ما يَهْجَعُونَ قال: قيام الليل. ٢٤٨٦٤ـ حدثنا أبو كُرَيب، قال: حدثنا ابن يمان، عن سفيان، عن يونس، عن الحسن، قال: نشطوا فمدّوا إلى السحر. حدثنا ابن حُمَيد، قال: حدثنا مهران، عن سفيان، عن يونس بن عبيد، عن الحسن، قال: مدّوا في الصلاة ونشطوا، حتى كان الاستغفار بسحر. قال: ثنا مهران، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة ، عن الحسن قال: كانوا لا ينامون من الليل إلا قليلاً. ٢٤٨٦٥ـ حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن ثور، عن معمر، في قوله: كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللّيْلِ ما يَهْجَعُونَ قال: كان الحسن والزهري يقولان: كانوا كثيرا من الليل ما يصلون. وقد يجوز أن تكون ما على هذا التأويل في موضع رفع، ويكون تأويل الكلام: كانوا قليلاً من الليل هجوعهم وأما من جعل ما صلة، فإنه لا موضع لها ويكون تأويل الكلام على مذهبه كانوا يهجعون قليل الليل، وإذا كانت ما صلة كان القليل منصوبا بيهجعون. ٢٤٨٦٦ـ حدثنا ابن حُمَيْد، قال: حدثنا جرير، عن منصور عن إبراهيم كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللّيْلِ ما يَهْجَعُونَ قال: ما ينامون. وقال آخرون: بل معنى ذلك: كانوا يصلون العتمة، وعلى هذا التأويل ما في معنى الجحد. ذكر من قال ذلك: ٢٤٨٦٧ـ حدثنا ابن بشار وابن المثنى، قالا: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن قتادة ، في قوله: كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللّيْلِ ما يَهْجَعُونَ قال: قال رجل من أهل مكة: سماه قتادة ، قال: صلاة العتمة. وقال آخرون: بل معنى ذلك: كان هؤلاء المحسنون قبل أن تفرض عليهم الفرائض قليلاً من الناس، وقالوا الكلام بعد قوله إنّهُمْ كانُوا قَبْلَ ذلكَ مُحْسِنِين كانوا قليلاً مستأنف ب قوله: مِنَ اللّيْلِ ما يَهْجَعُونَ فالواجب أن تكون ما على هذا التأويل بمعنى الجحد. ذكر من قال ذلك: ٢٤٨٦٨ـ حدثنا ابن حُمَيد، قال: حدثنا يحيى بن واضح، قال: حدثنا عبيد، عن الضحاك ، في قوله: كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللّيْلِ ما يَهْجَعُونَ يقول: إن المحسنين كانوا قليلاً، ثم ابتدىء فقيل مِنَ اللّيْلِ ما يَهْجَعُونَ وبالأسْحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ كما قال: وَالّذِينَ آمَنُوا باللّه وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصّدّيقُونَ ثم قال: والشّهَدَاءُ عِنْدَ رَبّهِمْ لَهُمْ أجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ. حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان، عن الزبير، عن الضحاك بن مزاحم كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللّيْلِ ما يَهْجَعُونَ قال: كانوا من الناس قليلاً. حدثنا أبو كُرَيب، قال: حدثنا ابن يمان، عن سفيان، عن الزبير بن عديّ، عن الضحاك بن مزاحم، في قوله: كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللّيْلِ ما يَهْجَعُونَ قال: كانوا قليلاً من الناس من يفعل ذلك. حدثنا ابن حُمَيد، قال: حدثنا مهران، عن سفيان، عن الزبير بن عديّ، عن الضحاك بن مزاحم كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللّيْلِ ما يَهْجَعُونَ قال: كانوا قليلاً من الناس إذ ذاك. حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللّيْلِ ما يَهْجَعُونَ قال اللّه : إن المُتّقِينَ فِي جَنّاتٍ وَعُيُونٍ... إلى مُحْسِنِينَ كانوا قليلاً، يقول: المحسنون كانوا قليلاً، هذه مفصولة، ثم استأنف فقال: مِنَ اللّيْلِ ما يَهْجَعُونَ. وأما قوله: يَهْجَعُونَ فإنه يعني : ينامون، والهجوع: النوم. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: ٢٤٨٦٩ـ حدثني عليّ، قال: حدثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللّيْلِ ما يَهْجَعُونَ يقول: ينامون. ٢٤٨٧٠ـ حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان، عن منصور، عن إبراهيم كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللّيْلِ ما يَهْجَعُونَ قال: ينامون. حدثنا ابن حُمَيد، قال: حدثنا مهران، عن سفيان، عن منصور، عن إبراهيم، مثله. ٢٤٨٧١ـ حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ، يقول: حدثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: مِنَ اللّيْلِ ما يَهْجَعُونَ الهجوع: النوم. ٢٤٨٧٢ـ حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللّيْلِ ما يَهْجَعُونَ قال: كانوا قليلاً ما ينامون من الليل، قال: ذاك الهجع. قال: والعرب تقول: إذا سافرت اهجع بنا قليلاً. قال: وقال رجل من بني تميم لأبي: يا أبا أُسامة صفة لا أجدها فينا، ذكر اللّه تبارك وتعالى قوما فقال: كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللّيْلِ ما يَهْجَعُونَ ونحن واللّه قليلاً من الليل ما نقوم قال: فقال أبي طُوَبى لمن رقد إذا نعس وأتقى اللّه إذا استيقظ. وأولى الأقوال بالصحة في تأويل قوله: كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللّيْلِ ما يَهْجَعُونَ قول من قال: كانوا قليلاً من الليل هجوعهم، لأن اللّه تبارك وتعالى وصفهم بذلك مدحا لهم، وأثنى عليهم به، فوصفهم بكثرة العمل، وسهر الليل، ومكابدته فيما يقرّبهم منه ويرضيه عنهم أولى وأشبه من وصفهم من قلة العمل، وكثرة النوم، مع أن الذي اخترنا في ذلك هو أغلب المعاني على ظاهر التنزيل. |
﴿ ١٧ ﴾