١٨

و قوله: وَبالأسْحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ اختلف أهل التأويل في تأويله، فقال بعضهم: معناه: وبالأسحار يصلون. ذكر من قال ذلك:

٢٤٨٧٣ـ حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: وَبالأسْحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ يقول: يقومون فيصلون، يقول: كانوا يقومون وينامون، كما قال اللّه لمحمد صلى اللّه عليه وسلم : إنّ رَبّكَ يَعْلَمُ أنّكَ تَقُومُ أدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللّيْلِ وَنِصْفَهُ فهذا نوم، وهذا قيام وَطائِفَةٌ مِنَ الّذِينَ مَعَكَ كذلك يقومون ثلثا ونصفا وثلثين: يقول: ينامون ويقومون.

٢٤٨٧٤ـ حدثنا ابن حَميد، قال: حدثنا مهران، عن سفيان، عن جبلة بن سحيم، عن ابن عمر، قوله: وَبالأسَحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ قال: يصلون.

٢٤٨٧٥ـ حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد وَبالأسَحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ قال: يصلون.

وقال آخرون: بل عنى بذلك أنهم أخروا الاستغفار من ذنوبهم إلى السحر. ذكر من قال ذلك:

٢٤٨٧٦ـ حدثنا ابن حُمَيد، قال: حدثنا مهران، عن سفيان، عن يونس بن عبيد، عن الحسن، قال: مدّوا في الصلاة ونَشِطوا، حتى كان الاستغفار بسحر.

٢٤٨٧٧ـ حدثنا يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: وَبالأسَحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ قال: هم المؤمنون، قال: وبلغنا أن نبيّ اللّه صلى اللّه عليه وسلم يعقوب حين سألوه أن يستغفر لهم قالوا يا أبانا استْغَفِرْ لَنا ذُنُوبَنا قالَ سَوْفَ أسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبّي قال: قال بعض أهل العلم: إنه أخرّ الاستغفار إلى السحر. قال: وذكر بعض أهل العلم أن الساعة التي تفتح فيها أبواب الجنة: السحر.

٢٤٨٧٨ـ حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: سمعت ابن زيد يقول: السحر: هو السدس الأخير من الليل.

﴿ ١٨