٢٢

و قوله: وفي السّماءِ رِزْقُكُمْ يقول تعالى ذكره: وفي السماء: المطر والثلج اللذان بهما تخرج الأرض رزقكم، وقوتكم من الطعام والثمار وغير ذلك. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال بعض أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:

٢٤٩٠٢ـ حدثني محمد بن عبد اللّه بن بزيع، قال: حدثنا النضر، قال: حدثنا جُوَيبر، عن الضحاك ، في قوله: وفي السّماءِ رِزْقُكُمْ قال: المطر.

٢٤٩٠٣ـ حدثنا أبو كُرَيب، قال: حدثنا ابن يمان، عن أشعث، عن جعفر، عن سعيد، في قوله: وفي السماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُونَ قال: الثلج، وكلّ عين ذائبة من الثلج لا تنقص.

٢٤٩٠٤ـ حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: حدثنا سفيان، عن عبد الكريم، عن الحسن، قال: في السحاب فيه واللّه رزقكم، ولكنكم تُحْرَمونه بخطاياكم وأعمالكم.

٢٤٩٠٥ـ قال: أخبرنا سفيان، عن إسماعيل بن أمية، قال: أحسبه أو غيره أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم سمع رجلاً ومطروا، يقول: ومطرنا ببعض عثانين الأسد، فقال: (كَذَبْتَ، بَلْ هُوَ رِزْقُ اللّه ) .

٢٤٩٠٦ـ حدثنا ابن حُمَيد، قال: حدثنا مهران، عن سفيان، عن مجاهد وفي السّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُونَ قال: رزقكم المطر.

٢٤٩٠٧ـ قال: ثنا مهران، عن سفيان وفي السّماءِ رِزْقُكُمْ قال: رزقكم المطر.

وقال آخرون: بل معنى ذلك: ومن عند اللّه الذي في السماء رزقكم، وممن تأوّله كذلك واصل الأحدب.

٢٤٩٠٨ـ حدثنا ابن حُمَيد، قال: حدثنا هارون بن المُغيرة من أهل الرأي، عن سفيان الثوري، قال: قرأ واصل الأحدب هذه الاَية وفي السّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُونَ فقال: ألا إن رزقي في السماء وأنا أطلبه في الأرض، فدخل خرِبة فمكث ثلاثا لا يصيب شيئا، فلما كان اليوم الثالث إذا هو دوخلّة رطب، وكان له أخ أحسن نية منه، فدخل معه، فصارتا دوخلّتين، فلم يزل ذلك دأبهما حتى فرّق الموت بينهما.

واختلف أهل التأويل في تأويل، قوله: وَما تُوعَدُونَ فقال بعضهم: معنى ذلك: وما توعدون من خير، أو شرّ. ذكر من قال ذلك:

٢٤٩٠٩ـ حدثنا ابن حُمَيد، قال: حدثنا مهران، عن سفيان، عن مجاهد وَما تُوعَدُونَ قال: وما توعدون من خير أو شرّ.

حدثني الحارث، قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد وفي السّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُونَ يقول: الجنة في السماء، وما توعدون من خير أو شرّ.

وقال آخرون: بل معنى ذلك: وما توعدون من الجنة والنار. ذكر من قال ذلك:

٢٤٩١٠ـ حدثني محمد بن عبد اللّه بن بزيع، قال: حدثنا النضر، قال: أخبرنا جويبر، عن الضحاك ، في قوله: وَما تُوعَدُونَ قال: الجنة والنار.

٢٤٩١١ـ حدثنا ابن حُمَيد، قال: حدثنا مهران، عن سفيان وَما تُوعَدُونَ من الجنة.

وأولى القولين بالصواب في ذلك عندي، القول الذي قاله مجاهد، لأن اللّه عمّ الخبر ب قوله: وَما تُوعَدُونَ عن كلّ ما وعدنا من خير أو شرّ، ولم يخصص بذلك بعضا دون بعض، فهو على عمومه كما عمه اللّه جلّ ثناؤه.

﴿ ٢٢