٣٩

و قوله: فَتَوَلّى بِرُكْنِهِ يقول: فأدبر فرعون كما أرسلنا إليه موسى بقومه من جنده وأصحابه. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل وإن اختلفت ألفاظ قائليه فيه. ذكر من قال ذلك:

٢٤٩٣٣ـ حدثني عليّ، قال: حدثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس ، قوله: فَتَوَلّى بِرُكُنِهِ يقول لقومه، أو بقومه، أنا أشكّ.

٢٤٩٣٤ـ حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: حدثنا الحسن قال: حدثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: فَتَوَلّى بِرُكْنهِ قال: بعضده وأصحابه.

٢٤٩٣٥ـ حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ، في قوله: فَتَوَلّي بِرُكْنِهِ غلب عدوّ اللّه على قومه.

٢٤٩٣٦ـ حدثنا يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قول اللّه تبارك وتعالى فَتَوَلّى بِرُكْنِهِ قال: بجموعه التي معه، وقرأ لَوْ أنّ لي بِكُمْ قُوّةً أوْ آوِي إلى رُكنٍ شَدِيدٍ قال: إلى قوة من الناس إلى ركن أجاهدكم به قال: وفرعون وجنوده ومن معه ركنه قال: وما كان مع لوط مؤمن واحد قال: وعرض عليهم أن يُنكحهم بناته رجاء أن يكون له منهم عضد يعينه، أو يدفع عنه، وقرأ هَؤُلاءِ بَناتي هُنّ أطْهَرُ لَكُمْ قال: يريد النكاح، فأبوا عليه، وقرأ قول اللّه تبارك وتعالى: لَقَدْ عَلِمْتَ ما لَنا فِي بَناتِكَ مِنْ حَقَ وَإنّكَ لَتَعْلَمُ ما نُرِيدُ أصل الركن: الجانب والناحية التي يعتمد عليها ويقوَى بها.

و قوله: وَقالَ ساحِرٌ أوْ مَجْنُونٌ يقول: وقال لموسى: هو ساحر يسحر عيون الناس، أو مجنون، به جِنّة. وكان معمر بن المثنى يقول: أو في هذا الموضع بمعنى الواو التي للموالاة، لأنهم قد قالوهما جميعا له، وأنشد في ذلك بيت جرير الخطفي:

أَثَعْلَبَةَ الفَوَارِسَ أوْ رِياحاعَدَلَتْ بِهِمْ طُهَيّةَ والخِشابا

﴿ ٣٩