٣

القول فـي تأويـل قوله تعالى: {وَكَذّبُواْ وَاتّبَعُوَاْ أَهْوَآءَهُمْ وَكُلّ أَمْرٍ مّسْتَقِرّ}.

يقول تعالى ذكره: وكذّب هؤلاء المشركون من قريش بآيات اللّه بعد ما أتتهم حقيقتها، وعاينوا الدلالة على صحتها برؤيتهم القمر منفلقا فلقتين وَاتّبَعُوا أهْوَاءَهُم يقول: وآثروا اتباع ما دعتهم إليه أهواء أنفسهم من تكذيب ذلك على التصديق بما قد أيقنوا صحته من نبوّة محمد صلى اللّه عليه وسلم ، وحقيقة ما جاءهم به من ربهم.

و قوله: وكُلّ أمْرٍ مُسْتَقِرّ يقول تعالى ذكره: وكلّ أمر من خير أو شرّ مستقرّ قراره، ومتناه نهايته، فالخير مستقرّ بأهله في الجنة، والشرّ مستقرّ بأهله في النار. كما:

٢٥٣١٣ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة ، قوله: وكُلّ أمْرٍ مُسْتَقِرّ: أي بأهل الخير الخير، وبأهل الشرّ الشرّ.

﴿ ٣