٥

و قوله: حِكْمَةٌ بالِغَةٌ يعني بالحكمة البالغة: هذا القرآن، ورُفعت الحكمةُ ردّا على (ما) التي في قوله: وَلَقَدْ جاءَهُمْ مِنَ الأنْباءِ ما فِيهِ مُزْدَجَرٌ.

وتأويل الكلام: ولقد جاءهم من الأنباء النبأ الذي فيه مزدَجَر، حكمة بالغة. ولو رُفعت الحكمة على الإستئناف كان جائزا، فيكون معنى الكلام حينئذٍ: ولقد جاءهم من الأنباء النبأ الذي فيه مزدجر، ذلك حكمة بالغة، أو هو حكمة بالغة فتكون الحكمة كالتفسير لها.

و قوله: فَمَا تُغْنِي النّذُرُ وفي (ما) التي في قوله: فَمَا تُغنِي النّذُرُ وجهان:

أحدهما أن تكون بمعنى الجحد، فيكون إذا وجهت إلى ذلك معنى الكلام، فليست تغني عنهم النذر ولا ينتفعون بها، لإعراضهم عنها وتكذيبهم بها.

والاَخر: أن تكون بمعنى: أني، فيكون معنى الكلام إذا وجهت إلى ذلك: فأيّ شيء تُغني عنهم النّذر. والنّذر: جمع نذير، كالجُدُد: جمع جديد، والحُصُر: جمع حَصير.

﴿ ٥