٥

و قوله: الشّمْسُ والقَمَرُ بحُسْبانٍ اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك، فقال بعضهم: معناه: الشمس والقمر بحسبان، ومنازل لها يجريان ولا يعدوانها. ذكر من قال ذلك:

٢٥٤٢٤ـ حدثنا محمد بن خلف العسقلاني، قال: حدثنا الفريابي، قال: حدثنا إسرائيل، قال: حدثنا سماك بن حرب، عن عكرِمة، عن ابن عباس ، في قوله: الشّمْسُ والقَمَرُ بِحُسْبانٍ قال: بحساب ومنازل يرسلان.

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس ، قوله: الشّمْسُ والقَمَرُ بِحُسْبانٍ قال: يجريان بعدد وحساب.

٢٥٤٢٥ـ حدثنا ابن حُمَيد، قال: حدثنا مهران، عن سفيان، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي مالك الشّمْسُ والقَمَرُ بِحُسْبانٍ قال: بحساب ومنازل.

٢٥٤٢٦ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة الشّمْسُ والقَمَرُ بِحُسْبانٍ: أي بحساب وأجل.

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ، في قوله: الشّمْسُ والقَمَرُ بِحُسْبانٍ قال: يجريان في حساب.

٢٥٤٢٧ـ حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: الشّمْسُ والقَمَرُ بِحُسْبانٍ قال: يحسب بهما الدهر والزمان لولا الليل والنهار، والشمس والقمر لم يدرك أحد كيف يحسب شيئا لو كان الدهر ليلاً كله، كيف يحسب، أو نهارا كله كيف يحسب.

حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا محمد بن مروان، قال: حدثنا أبو العوّام، عن قتادة الشّمْسُ والقَمَرُ بِحسْبانٍ قال: بحساب وأجل.

وقال آخرون: بل معنى ذلك: أنهما يجريان بقَدَر. ذكر من قال ذلك:

٢٥٤٢٨ـ حدثنا أبو هشام الرفاعي، قال: حدثنا عبد اللّه بن داود، عن أبي الصهباء، عن الضحاك ، في قوله: الشّمْسُ والقَمَرُ بِحُسْبانٍ قال: بقدر يجريان.

وقال آخرون: بل معنى ذلك أنهما يدوران في مثل قطب الرحا. ذكر من قال ذلك:

٢٥٤٢٩ـ حدثني محمد بن خلف العسقلاني، قال: حدثنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا إسرائيل، قال: حدثنا أبو يحيى عن مجاهد وقال: حدثنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: بِحُسْبانٍ قال: كحسبان الرحا.

حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قول اللّه : بِحُسْبانٍ قال: كحسبان الرحا.

وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال: معناه: الشمس والقمر يجريان بحساب ومنازل، لأن الحسبان مصدر من قول القائل: حسبته حسابا وحسبانا، مثل قولهم: كُفرته كفرانا، وغُفْرته غُفْرانا. وقد

قيل: إنه جمع حساب، كما الشهبان: جمع شهاب.

واختلف أهل العربية فيما رفع به الشمس والقمر، فقال بعضهم: رفعا بحسبان: أي بحساب، وأضمر الخبر، وقال: وأظنّ واللّه أعلم أنه قال: يجريان بحساب وقال بعض من أنكر هذا القول منهم: هذا غلط، بحسبان يرافع الشمس والقمر: أي هما بحساب، قال: والبيان يأتي على هذا: علّمه البيان أن الشمس والقمر بحسبان قال: فلا يحذف الفعل ويُضمر إلاّ شاذّا في الكلام.

﴿ ٥