٦

القول فـي تأويـل قوله تعالى: {وَالنّجْمُ وَالشّجَرُ يَسْجُدَانِ}.

اختلف أهل التأويل في معنى النجم في هذا الموضع مع إجماعهم على أن الشجر ما قام على ساق، فقال بعضهم: عني بالنجم في هذا الموضع من النبات: ما نجم من الأرض، مما ينبسط عليها، ولم يكن على ساق مثل البقل ونحوه. ذكر من قال ذلك:

٢٥٤٣٠ـ حدثني عليّ، قال: حدثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس ، في قوله: والنّجْمُ قال: ما يُبَسط على الأرض.

٢٥٤٣١ـ حدثنا ابن حُمَيد، قال: حدثنا يعقوب، عن جعفر، عن سعيد، في قوله: والنّجْمُ قال: النجم كلّ شيء ذهب مع الأرض فرشا، قال: والعرب تسمي الثيل نجما.

٢٥٤٣٢ـ حدثني محمد بن خلف العسقلانيّ، قال: حدثنا رَوّاد بن الجرّاح، عن شريك، عن السديّ والنّجْمُ والشّجَرُ يَسْجَدَانِ قال: النجم: نبات الأرض.

٢٥٤٣٣ـ حدثنا ابن حُمَيد، قال: حدثنا مهران، عن سفيان والنّجْمُ قال: النجم: الذي ليس له ساق.

وقال آخرون: عُنِي بالنجم في هذا الموضع: نجم السماء. ذكر من قال ذلك:

٢٥٤٣٤ـ حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: والنّجْمُ قال: نجم السماء.

٢٥٤٣٥ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة قوله: والنّجْمُ يعني : نجم السماء.

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة والنّجْمُ والشّجَرُ يَسْجُدانِ قال: إنما يريد النجم.

٢٥٤٣٦ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة ، عن الحسن، نحوه.

وأولى القولين في ذلك بالصواب قول من قال: عُنِي بالنجم: ما نجم من الأرض من نبت لعطف الشجر عليه، فكان بأن يكون معناه لذلك: ما قام على ساق وما لا يقوم على ساق يسجدان للّه، بمعنى: أنه تسجد له الأشياء كلها المختلفة الهيئات من خلقه أشبه وأولى بمعنى الكلام من غيره. وأما قوله: والشّجَرُ فإن الشجر ما قد وصفت صفته قبل. وبالذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:

٢٥٤٣٧ـ حدثني عليّ، قال: حدثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس ، قوله: والشّجَرُ يَسْجُدانِ قال: الشجر: كل شيء قام على ساق.

٢٥٤٣٨ـ حدثنا ابن حُمَيد، قال: حدثنا يعقوب، عن جعفر، عن سعيد، في قوله: والشّجَرُ قال: الشجر: كلّ شيء قام على ساق.

٢٥٤٣٩ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة ، في قوله: والشّجَرُ قال: الشجر: شجر الأرض.

٢٥٤٤٠ـ حدثنا ابن حُمَيد، قال: حدثنا مهران، عن سفيان والشّجَرُ يَسْجُدانِ قال: الشجر الذي له سُوْق.

وأما قوله يَسْجُدانِ فإنه عُني به سجود ظلهما، كما قال جل ثناؤه وللّه يَسْجُدُ مَنْ فِي السّمَوَاتِ والأرْضِ طَوْعا وكَرْها وَظِلالُهُمْ بالغُدّوّ والاَصَالِ. كما:

٢٥٤٤١ـ حدثنا ابن حُمَيد، قال: حدثنا تميم بن عبد المؤمن، عن زبرقان، عن أبي رزين وسعيد والنّجْمُ والشّجَرُ يَسْجُدانِ قالا: ظلهما سجودهما.

٢٥٤٤٢ـ حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا محمد بن مروان، قال: حدثنا أبو العوام، عن قتادة والنّجْمُ والشّجَرُ يَسْجُدَانِ ما نَزّل من السماء شيئا من خلقه إلاّ عَبّده له طوعا وكرها.

٢٥٤٤٣ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة ، عن الحسن، وهو قول قتادة .

٢٥٤٤٤ـ حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله: والنّجْمُ والشّجَرُ يَسْجُدانِ قال: يسجد بكرة وعشيا. وقيل والنّجْمُ والشّجَرُ يَسْجُدانِ فثنى وهو خبر عن جمعين.

وقد زعم الفراء أن العرب إذا جمعت الجمعين من غير الناس مثل السدر والنخل، جعلوا فعلهما واحدا، فيقولون الشاء والنعم قد أقبل، والنخل والسدر قد ارتوى، قال: وهذا أكثر كلامهم، وتثنيته جائزة.

﴿ ٦