١٢و قوله: والحَبّ ذُو العَصْفِ والرّيحانِ يقول تعالى ذكره: وفيها الحبّ، وهو حبّ البُرّ والشعير ذو الورق، والتبن: هو العَصْف، وإياه عنى علقمة بن عَبَدَة: تَسْقِي مَذَانِبَ قَدْ مالَتْ عَصِيفَتُهاحَدُورَها مِنْ أتِيّ المَاء مَطْمومُ وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: ٢٥٤٦١ـ حدثني عليّ، قال: حدثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس ، قوله: والحَبّ ذُو العَصْفِ والرّيْحانُ يقول: التبن. ٢٥٤٦٢ـ حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس ، قوله: والحَبّ ذُو العَصْفِ والرّيْحانُ قال: العصف: ورق الزرع الأخضر الذي قطع رؤوسه فهو يسمى العصف إذا يبس. ٢٥٤٦٣ـ حدثنا ابن حُمَيد، قال: حدثنا يعقوب، عن جعفر، عن سعيد والحَبّ ذُو العَصْفِ البقل من الزرع. ٢٥٤٦٤ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة ، قوله: والحَبّ ذُو العَصْفِ وعصفه تبنه. حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ، قال: العصف: التبن. ٢٥٤٦٥ـ حدثنا ابن حُمَيد، قال: حدثنا مهران، عن سفيان، عن الضحاك والحَبّ ذِو العَصْفِ قال: الحبّ البرّ والشعير، والعصف: التّبن. ٢٥٤٦٦ـ حدثنا سعيد بن يحيى، قال: حدثنا عبد اللّه بن المبارك الخُراسانيّ، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي مالك قوله: والحَبّ ذُو العَصْفِ والرّيْحانُ قال: الحبّ أوّل ما ينبت. ٢٥٤٦٧ـ حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا روقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله: والحَبّ ذُو العَصْفِ والرّيْحانُ قال: العصف: الورق من كل شيء. قال: يقال للزرع إذا قُطع: عصافة، وكلّ ورق فهو عصافة. حدثنا الحسن بن عرفة، قال: ثني يونس بن محمد، قال: حدثنا عبد الواحد، قال: حدثنا أبو روق عطية بن الحارث، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: والحَبّ ذُو العَصْفِ قال: العصف: التبن. ٢٥٤٦٨ـ حدثنا سليمان بن عبد الجبار، قال: حدثنا محمد بن الصلت، قال: حدثنا أبو كُدَينة، عن عطاء، عن سعيد، عن ابن عباس ذُو العَصْفِ قال: العصف: الزرع. وقال بعضهم: العصف: هو الحبّ من البرّ والشعير بعينه. ذكر من قال ذلك: ٢٥٤٦٩ـ حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: والحَبّ ذُو العَصْفِ والرّيْحانُ أما العصف: فهو البرّ والشعير. وأما قوله: والرّيْحانُ فإن أهل التأويل اختلفوا في تأويله، فقال بعضهم: هو الرزق. ذكر من قال ذلك: ٢٥٤٧٠ـ حدثني زيد بن أخزم الطائي، قال: حدثنا عامر بن مدرك، قال: حدثنا عتبة بن يقظان، عن عكرِمة، عن ابن عباس ، قال: كلّ ريحان في القرآن فهو رزق. ٢٥٤٧١ـ حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد والرّيْحانُ قال: الرزق. ٢٥٤٧٢ـ حدثنا ابن حُمَيد، قال: حدثنا مهران، عن سفيان، عن الضحاك والرّيْحانُ: الرزق، ومنهم من يقول: ريحاننا. ٢٥٤٧٣ـ حدثني سليمان بن عبد الجبار، قال: حدثنا محمد بن الصلت، قال: حدثنا أبو كدينة، عن عطاء، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عباس والرّيْحانُ قال: الريح. حدثنا الحسن بن عرفة، قال: ثني يونس بن محمد، قال: حدثنا عبد الواحد، قال: حدثنا أبو روق عطية بن الحارث، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: وَالرّيْحانُ قال: الرزق والطعام. وقال آخرون: هو الريحان الذي يشمّ. ذكر من قال ذلك: ٢٥٤٧٤ـ حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس ، قال: الرّيْحانُ ما تنبت الأرض من الريحان. ٢٥٤٧٥ـ حدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: والرّيْحانُ أما الريحان: فما أنبتت الأرض من ريحان. ٢٥٤٧٦ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة ، عن الحسن والرّيْحانُ قال: ريحانكم هذا. ٢٥٤٧٧ـ حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: والرّيْحانُ: الرياحين التي توجد ريحها. وقال آخرون: هو خُضرة الزرع. ذكر من قال ذلك: ٢٥٤٧٨ـ حدثني عليّ، قال: حدثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية عن عليّ، عن ابن عباس ، قوله: والرّيْحانُ يقول: خُضرة الزرع. وقال آخرون: هو ما قام على ساق. ذكر من قال ذلك: ٢٥٤٧٩ـ حدثنا ابن حُمَيد، قال: حدثنا يعقوب، عن جعفر، عن سعيد، قال: الرّيْحانُ ما قام على ساق. وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال: عُنِي به الرزق، وهو الحبّ الذي يؤكل منه. وإنما قلنا ذلك أولى الأقوال في ذلك بالصواب، لأن اللّه جل ثناؤه أخبر عن الحبّ أنه ذو العصف، وذلك ما وصفنا من الورق الحادث منه، والتبن إذا يبس، فالذي هو أولى بالريحان، أن يكون حبه الحادث منه، إذ كان من جنس الشيء الذي منه العصف، ومسموع من العرب تقول: خرجنا نطلب رَيْحان اللّه ورزقه، ويقال: سبحانَك وريحانَك: أي ورزقك، ومنه قول النْمر بن تَوْلب: سَلامُ الإلهِ وَرَيْحانُهُوجَنّتُهُ وسَماءٌ دِرَرْ وذُكر عن بعضهم أنه كان يقول: العصف: المأكول من الحبّ والريحان: الصحيح الذي لم يؤكل. واختلفت القراء في قراءة قوله: والرّيْحانُ فقرأ ذلك عامة قرّاء المدينة والبصرة وبعض المكيين وبعض الكوفيين بالرفع عطفا به على الحبّ، بمعنى: وفيها الحبّ ذو العصف، وفيها الريحان أيضا. وقرأ ذلك عامة قراء الكوفيين (والرّيْحانِ) بالخفض عطفا به على العصف، بمعنى: والحبّ ذو العصف وذو الريحان. وأولى القراءتين في ذلك بالصواب: قراءة من قرأه بالخفص للعلة التي بينت في تأويله، وأنه بمعنى الرزق. وأما الذين قرأوه رفعا، فإنهم وجّهوا تأويله فيما أرى إلى أنه الريحان الذي يشمّ، فلذلك اختاروا الرفع فيه وكونه خفضا بمعنى: وفيها الحبّ ذو الورق والتبن، وذو الرزق المطعوم أولى وأحسن لما قد بيّناه قبل. |
﴿ ١٢ ﴾