١٣

القول فـي تأويـل قوله تعالى: {فَبِأَيّ آلآءِ رَبّكُمَا تُكَذّبَانِ}.

 يعني تعالى ذكره ب قوله: فَبِأيّ آلاءِ رَبّكُما تُكَذّبانِ: فبأيّ نِعَم ربكما معشر الجنّ والإنس من هذه النعم تكذّبان. كما:

٢٥٤٨٠ـ حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سهل السراج، عن الحسن فَبِأيّ آلاءِ رَبّكُما تُكَذّبانِ فبأيّ نعمة ربكما تكذّبان.

٢٥٤٨١ـ قال عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس ، في قوله: فَبِأيّ آلاءِ رَبّكُما تُكَذّبانِ قال: لا بأيتها يا ربّ.

٢٥٤٨٢ـ حدثنا محمد بن عباد بن موسى وعمرو بن مالك النضري، قالا: حدثنا يحيى بن سليمان الطائفي، عن إسماعيل بن أمية، عن نافع، عن ابن عمر، قال: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قرأ سورة الرحمن، أو قُرئت عنده، فقال: (ما لِي أسْمَعُ الجِنّ أحْسَنَ جَوَابا لِرَبّها مِنْكُمْ؟) قالوا: ماذا يا رسول اللّه ؟ قال: (ما أتَيْتُ على قَوْلِ اللّه : فَبِأيّ آلاءِ رَبّكُما تكَذّبانِ؟ إلاّ قالَتِ الجِنّ: لا بِشَيْءٍ مِنْ نِعْمَةِ رَبّنا نُكَذّبُ) .

٢٥٤٨٣ـ حدثني عليّ، قال: حدثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس ، قوله: فَبِأيّ آلاءِ رَبّكُما تُكَذّبانِ يقول: فبأيّ نعمة اللّه تكذّبان.

٢٥٤٨٤ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة فَبِأيّ آلاءِ رَبّكُما تُكَذّبانِ يقول للجنّ والإنس: بأيّ نِعم اللّه تكذّبان.

حدثنا ابن حُمَيد، قال: حدثنا مهران، عن سفيان، عن الأعمش وغيره، عن مجاهد، عن ابن عباس أنه كان إذا قرأ فَبِأيّ آلاءِ رَبّكُما تُكَذّبانِ قال: لا بأيتها ربنا.

٢٥٤٨٥ـ حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله: فَبِأيّ آلاءِ رَبّكُما تُكَذّبانِ قال: الاَلاء: القدرة، فبأيّ آلائه تكذّب خلقكم كذا وكذا، فبأيّ قُدرة اللّه تكذّبان أيها الثّقَلان، الجنّ والإنس.

فإن قال لنا قائل: وكيف

قيل: فَبِأيّ آلاءِ رَبّكُما تُكَذّبانِ فخاطب اثنين، وإنما ذكر في أوّل الكلام واحد، وهو الإنسان؟

قيل: عاد بالخطاب في قوله: فَبِأيّ آلاءِ رَبّكُما تُكَذّبانِ إلى الإنسان والجانّ، ويدلّ على أن ذلك كذلك ما بعد هذا من الكلام،

﴿ ١٣