١٤وه و قوله: خَلَقَ الإنْسانَ مِنْ صَلْصَالٍ كالفَخّارِ. وقد قيل: إنما جعل الكلام خطابا لاثنين، وقد ابتدىء الخبر عن واحد، لما قد جرى من فعل العرب، تفعل ذلك وهو أن يخاطبوا الواحد بفعل الاثنين، فيقولون: خلياها يا غلام، وما أشبه ذلك مما قد بيّناه من كتابنا هذا في غير موضع. و قوله: خَلَقَ الإنْسانَ مِنْ صَلْصَالٍ كالفَخّارِ يقول تعالى ذكره: خلق اللّه الإنسان وهو آدم من صلصال: وهو الطين اليابس الذي لم يطبخ، فإنه من يبسه له صلصلة إذا حرّك ونقر كالفخار يعني أنه من يُبسه وإن لم يكن مطبوخا، كالذي قد طُبخ بالنار، فهو يصلصل كما يصلصل الفخار، والفخار: هو الذي قد طُبخ من الطين بالنار. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: ٢٥٤٨٦ـ حدثني عبيد اللّه بن يوسف الجبيريّ، قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: حدثنا مسلم، يعني الملائيّ، عن مجاهد، عن ابن عباس ، قوله: مِنْ صَلْصَالٍ كالفَخّارِ قال: هو من الطين الذي إذا مطرت السماء فيبست الأرض كأنه خزف رقاق. ٢٥٤٨٧ـ حدثنا أبو كُرَيب، قال: حدثنا عثمان بن سعيد، قال: حدثنا بشر بن عمارة، عن أبي روق، عن الضحاك ، عن ابن عباس ، قال: خلق اللّه آدم من طين لازب، واللازب: اللّزِج الطيب من بعد حمأ مسنون مُنْتن. قال: وإنما كان حَمَأً مسنونا بعد التراب، قال: فخلق منه آدم بيده، قال: فمكث أربعين ليلة جسدا ملقًى، فكان إبليس يأتيه فيضربه برجله، فيصلصل فيصوّت، قال: فهو قول اللّه تعالى: كالفَخّارِ يقول: كالشيء المنفرج الذي ليس بمصمت. ٢٥٤٨٨ـ حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا محمد بن سعيد وعبد الرحمن، قالا: حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جُبَير، عن ابن عباس قال: الصلصال: التراب المدقق. حدثني عليّ، قال: حدثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس ، قال: الصّلصال: التراب المدقّق. حدثني عليّ، قال: حدثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس ، قوله: خَلَقَ الإنْسانَ مِنْ صَلْصَالٍ كالفَخّارِ يقول: الطين اليابس. ٢٥٤٨٩ـ حدثنا هناد، قال: حدثنا أبو الأحوص، عن سماك، عن عكرِمة، في قوله: مِنْ صَلْصَالٍ كالفَخّارِ قال: الصلصال: طين خُلط برمل فكان كالفخار. ٢٥٤٩٠ـ حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: مِنْ صَلْصَالٍ كالفَخّارِ والصلصال: التراب اليابس الذي يُسمع له صلصلة فهو كالفخار، كما قال اللّه عزّ وجلّ. ٢٥٤٩١ـ حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ، في قوله: مِنْ صَلْصَالٍ كالفَخّارِ قال: من طين له صلصلة كان يابسا، ثم خلق الإنسان منه. ٢٥٤٩٢ـ حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: مِنْ صَلْصَالٍ كالفَخّارِ قال: يبس آدم في الطين في الجنة، حتى صار كالصلصال، وهو الفخار، والحمأ المسنون: المنتن الريح. حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا محمد بن مروان، قال: حدثنا أبو العوّام، عن قتادة خَلَقَ الإنْسانَ مِنْ صَلْصَالٍ كالفَخّارِ قال: من تراب يابس له صلصلة. ٢٥٤٩٣ـ قال: ثنا أبو عاصم، قال: حدثنا شبيب، عن عكرِمة، عن ابن عباس خَلَقَ الإنْسانَ مِنْ صَلْصَالٍ كالفَخّارِ قال: ما عُصِر، فخرج من بين الأصابع، ولو وجّه موجّه قوله: صلصال إلى أنه فعلال من قولهم صلّ اللحم: إذا أنتن وتغيرت ريحه، كما قيل من صرّ الباب صرصر، وكبكب من كَبّ، كان وجها ومذهبا. |
﴿ ١٤ ﴾