| ١١والسّابِقُونَ السّابِقُونَ: أي من كلّ أمة. ٢٥٧٥٠ـ حدثنا يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: سمعت ابن زيد يقول: وجدت الهوى ثلاثة أثلاث، فالمرء يجعل هواه علمه، فيديل هواه على علمه، ويقهر هواه علمه، حتى إن العلم مع الهوى قبيح ذليل، والعلم ذليل، الهوى غالب قاهر، فالذي قد جعل الهوى والعلم في قلبه، فهذا من أزواج النار، وإذا كان ممن يريد اللّه به خيرا استفاق واستنبه، فإذا هو عون للعلم على الهوى حتى يديل اللّه العلم على الهوى، فإذا حسُنت حال المؤمن، واستقامت طريقته كان الهوى ذليلاً، وكان العلم غالبا قاهرا، فإذا كان ممن يريد اللّه به خيرا، ختم عمله بإدالة العلم، فتوفاه حين توفاه، وعلمه هو القاهر، وهو العامل به، وهواه الذليل القبيح، ليس له في ذلك نصيب ولا فعل. والثالث: الذي قبح اللّه هواه بعلمه، فلا يطمع هواه أن يغلب العلم، ولا أن يكون معه نصف ولا نصيب، فهذا الثالث، وهو خيرهم كلهم، وهو الذي قال اللّه عزّ وجلّ في سورة الواقعة: وكُنْتُمْ أزْوَاجا ثَلاثَةً قال: فزوجان في الجنة، وزوج في النار، قال: والسابق الذي يكون العلم غالبا للّهوى، والاَخر: الذي ختم اللّه بإدالة العلم على الهوى، فهذان زوجان في الجنة، والاَخر: هواه قاهر لعلمه، فهذا زوج النار. واختلف أهل العربية في الرافع أصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة، فقال بعض نحويي البصرة: خبر قوله: فأصحَابُ المَيْمَنَةِ ما أصحَابُ المَيْمَنَة وأصحَابُ المَشأَمَةِ ما أصحَابُ المَشأَمَةِ قال: ويقول زيد: ما زيد، يريد: زيد شديد. وقال غيره: قوله: ما أصحَابُ المَيْمَنَةِ لا تكون الجملة خبره، ولكن الثاني عائد على الأوّل، وهو تعجب، فكأنه قال: أصحاب الميمنة ما هم، والقارعة ما هي، والحاقة ما هي؟ فكان الثاني عائد على الأوّل، وكان تعجبا، والتعجب بمعنى الخبر، ولو كان استفهاما لم يجز أن يكون خبرا للابتداء، لأن الاستفهام لا يكون خبرا، والخبر لا يكون استفهاما، والتعجب يكون خبرا، فكان خبرا للابتداء. و قوله: زيد وما زيد، لا يكون إلا من كلامين، لأنه لا تدخل الواو في خبر الابتداء، كأنه قال: هذا زيد وما هو: أي ما أشدّه وما أعلمه. واختلف أهل التأويل في المعنيين ب قوله: والسّابِقُونَ السّابِقُونَ فقال بعضهم: هم الذين صلوا للقبلتين. ٢٥٧٥١ـ حدثنا ابن حُمَيد، قال: حدثنا مهران، عن سفيان، عن خارجة، عن قرة، عن ابن سيرين والسّابقون السّابِقُونَ الذين صلوا للقبلتين. وقال آخرون في ذلك بما: ٢٥٧٥٢ـ حدثني به عبد الكريم بن أبي عمير، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثنا أبو عمرو، قال: حدثنا عثمان بن أبي سودة، قال: السّابِقُونَ السّابِقُونَ أوّلهم رواحا إلى المساجد، وأسرعهم خفوقا في سبيل اللّه . والرفع في السابقين من وجهين: أحدهما: أن يكون الأوّل مرفوعا بالثاني، ويكون معنى الكلام حينئذٍ والسابقون الأوّلون، كما يقال: السابق الأوّل، والثاني أن يكون مرفوعا بأولئك المقرّبون يقول جلّ ثناؤه: أولئك الذين يقرّبهم اللّه منه يوم القيامة إذا أدخلهم الجنة. | 
﴿ ١١ ﴾