٩

القول فـي تأويـل قوله تعالى: {هُوَ الّذِيَ أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىَ وَدِينِ الْحَقّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدّينِ كُلّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ }. يقول تعالى ذكره: اللّه الذي أرسل رسوله محمدا بالهدى ودين الحقّ، يعني ببيان الحقّ ودين الحقّ يعني : وبدين اللّه ، وهو الإسلام.

و قوله: لِيُظْهِرَهُ على الدّينِ كُلّه يقول: ليظهر دينه الحقّ الذي أرسل به رسوله على كلّ دين سواه، وذلك عند نزول عيسى ابن مريم، وحين تصير الملة واحدة، فلا يكون دين غير الإسلام، كما:

٢٦٣٤٥ـ حدثنا ابن حُمَيد، قال: حدثنا مهران، عن سفيان، عن أبي المقدام ثابت بن هرمز، عن أبي هريرةلِيَظْهِرَهُ على الدّينِ كُلّه قال: خروج عيسى ابن مريم.

وقد ذكرنا اختلاف المختلفين في معنى قوله لَيُظْهِرَهُ على الدّين كُلّهِ والصواب عندنا من القول في ذلك بعللّه فيما مضى، بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع. وقد:

٢٦٣٤٦ـ حدثني عبد الحميد بن جعفر، قال: حدثنا الأسود بن العلاء، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة قالت: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يقول: (لا يَذْهَبُ اللّيْلُ والنّهارُ حتى تُعْبَدَ اللاّتُ والعُزّى) فقالت عائشة: واللّه يا رسول اللّه إن كنت لأظنّ حين أنزل اللّه هُوَ الّذِي أرْسَلَ رَسُولَهُ بالهُدَى وَدِينِ الحَقّ لِيُظْهِرَهُ على الدّينِ كُلّه... الآية، أن ذلك سيكون تاما، فقال: (إنّهُ سَيَكُونُ مِنْ ذلكَ ما شاءَ اللّه ، ثُمّ يَبْعَثُ اللّه رِيحا طَيّبَةً، فَيَتَوَفّى مَنْ كانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقالُ حَبّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مَنْ خَيْرٍ، فَيَبْقَى مَنْ لا خَيْرَ فِيهِ، فَيَرْجِعُونَ إلى دِينِ آبائِهمْ) .

﴿ ٩