١١

فإن قال قائل: وكيف قيل: تُوءْمِنُونَ باللّه وَرَسُولِهِ،

وقد قيل لهم: يا أيّها الّذِينَ آمَنُوا بوصفهم بالإيمان؟

فإن الجواب في ذلك نظير جوابنا في قوله: يا أيّها الّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا باللّه وقد مضى البيان عن ذلك في موضعه بما أغنى عن إعادته.

و قوله: وَتُجاهِدُونَ فِي سَبِيل اللّه بأمْوَالِكُمْ وأنْفُسِكُمْ يقول تعالى ذكره: وتجاهدون في دين اللّه ، وطريقه الذي شرعه لكم بأموالكم وأنفسكم ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ يقول: إيمانكم باللّه ورسوله، وجهادكم في سبيل اللّه بأموالكم وأنفسكم خَيْرٌ لَكُمْ من تضييع ذلك والتفريط إنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ مضارّ الأشياء ومنافعها. وذُكر أن ذلك في قراءة عبد اللّه : (آمِنُوا باللّه ) على وجه الأمر، وبيّنت التجارة من قوله: هَلْ أدُلّكُمْ على تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ وفسّرت ب قوله: تُوءْمِنُونَ باللّه ولم يقل: أن تؤمنوا، لأن العرب إذا فسرت الاسم بفعل تثبت في تفسيره أن أحيانا، وتطرحها أحيانا، فتقول للرجل: هل لك في خير تقوم بنا إلى فلان فنعوده؟ هل لك في خير أن تقوم إلى فلان فنعوده؟، بأن وبطرحها. ومما جاء في الوجهين على الوجهين جميعا قوله: فَلْيَنْظُرِ الإنْسانُ إلى طَعامِهِ أنّا وإنا فالفتح في أنا لغة من أدخل في يقوم أن من قولهم: هل لك في خير أن تقوم، والكسر فيها لغة من يُلقي أن من تقوم ومنه قوله: فانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أنّا دَمّرْناهُمْ وإنا دمرناهم، على ما بيّنا.

٢٦٣٤٧ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة ، قوله: يا أيّها الّذِينَ آمَنُوا هَلْ أدُلّكُمْ على تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ... الآية، فلولا أن اللّه بينها، ودلّ عليها المؤمنين، لتلهف عليها رجال أن يكونوا يعلمونها، حتى يضنوا بها وقد دلكم اللّه عليها، وأعلمكم إياها فقال: تُوءْمِنُونَ باللّه وَرَسُولِهِ وتُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّه بأمْوَالِكُمْ وأنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ.

٢٦٣٤٨ـ حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن ثور، عن معمر، قال: تلا قتادة : هَلْ أدُلّكُمْ على تجارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أليمٍ تُوءْمِنُونَ باللّه وَرَسُولِهِ وتُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّه قال: الحمد للّه الذي بينها.

﴿ ١١