١١القول فـي تأويـل قوله تعالى: {مَآ أَصَابَ مِن مّصِيبَةٍ إِلاّ بِإِذْنِ اللّه وَمَن يُؤْمِن بِاللّه يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللّه بِكُلّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }. يقول تعالى ذكره: لم يصب أحدا من الخلق مصيبة إلا بإذن اللّه ، يقول: إلا بقضاء اللّه وتقديره ذلك عليه وَمَنْ يُوءْمِنْ باللّه يَهْدِ قَلْبَهُ يقول: ومن يصدّق باللّه فيعلم أنه لا أحد تصيبه مصيبة إلا بإذن اللّه بذلك يهد قلبه: يقول: يوفّق اللّه قلبه بالتسليم لأمره والرضا بقضائه. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: ٢٦٤٥٠ـ حدثني عليّ، قال: حدثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس قوله: وَمَنْ يُوءْمِنْ باللّه يَهْدِ قَلْبَهُ يعني : يهد قلبه لليقين، فيعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه. ٢٦٤٥١ـ حدثني نصر بن عبد الرحمن الوشاء الأوديّ، قال: حدثنا أحمد بن بشير، عن الأعمش، عن أبي ظبيان قال: كنا عند علقمة، فقرىء عنده هذه الاَية: وَمَنْ يُوءْمِنْ باللّه يَهْدِ قَلْبَهُ فسُئل عن ذلك فقال: هو الرجل تصيبه المصيبة، فيعلم أنها من عند اللّه ، فيسلم ذلك ويرضى. حدثني عيسى بن عثمان الرملي، قال: حدثنا يحيى بن عيسى، عن الأعمش، عن أبي ظبيان، قال: كنت عند علقمة وهو يعرض المصاحف، فمرّ بهذه الاَية: ما أصَابَ مِنْ مُصَيبَةٍ إلا بإذْنِ اللّه وَمَنْ يُوءْمِنْ باللّه يَهْدِ قَلبَهُ قال: هو الرجل... ثم ذكر نحوه. حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا أبو عامر، قال: حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي ظبيان، عن علقمة، في قوله: ما أصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إلا بإذْنِ اللّه ، وَمَنْ يُوءْمِنْ باللّه يَهْدِ قَلْبُهْ قال: هو الرجل تصيبه المصيبة، فيعلم أنها من عند اللّه فيسلم لها ويرضَى. حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: ثني ابن مهدي، عن الثوري، عن الأعمش، عن أبي ظبيان، عن علقمة مثله غير أنه قال في حديثه: فيعلم أنها من قضاء اللّه ، فيرضى بها ويسلم. و قوله: وَاللّه بِكُلّ شَيْءٍ عَليمٌ يقول: واللّه بكلّ شيء ذو علم بما كان ويكون وما هو كائن من قبل أن يكون.  | 
	
﴿ ١١ ﴾