٣و قوله: وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ يقول: ويسبب له أسباب الرزق من حيث لا يشعر، ولا يعلم. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل، وذكر بعضهم أن هذه الاَية نزلت بسبب عوف بن مالك الأشجعيّ. ذكر من قال ذلك: ٢٦٥١٥ـ حدثنا أبو كُرَيب، قال: حدثنا ابن صَلْت، عن قيس، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق عن عبد اللّه ، في قوله: وَمَنْ يَتّقِ اللّه يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجا قال: يعلم أنه من عند اللّه ، وأن اللّه هو الذي يعطي ويمنع. ٢٦٥١٦ـ حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق وَمَنْ يَتّقِ اللّه يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجا قال: المخرج أن يعلم أن اللّه تبارك وتعالى لو شاء أعطاه وإن شاء منعه، وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ قال: من حيث لا يدري. حدثني أبو السائب، قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق، مثله. ٢٦٥١٧ـ حدثني عليّ، قال: حدثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس ، قوله: وَمَنْ يَتّقِ اللّه يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجا يقول: نجاته من كلّ كرب في الدنيا والاَخرة، وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ. ٢٦٥١٨ـ حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان، عن الربيع بن المنذر، عن أبيه، عن الربيع بن خثيم وَمَنْ يَتّقِ اللّه يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجا قال: من كلّ شيء ضاق على الناس. ٢٦٥١٩ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا يحيى بن واضح، قال: حدثنا الحسين، عن يزيد، عن عكرِمة وَمَنْ يَتّقِ اللّه يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجا قال: من طلق كما أمره اللّه يجعل له مخرجا. ٢٦٥٢٠ـ حدثني عليّ بن عبد الأعلى المحاربيّ، قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربيّ، عن جويبر، عن الضحاك في قوله وَمَنْ يَتّقِ اللّه يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجا ومن يتق اللّه يجعل له من أمره يُسرا، قال: يعني بالمخرج واليُسر إذا طلق واحدة ثم سكت عنها، فإن شاء راجعها بشهادة رجلين عدلين، فذلك اليُسر الذي قال اللّه ، وإن مضت عدتها ولم يراجعها، كان خاطبا من الخطاب، وهذا الذي أمر اللّه به، وهكذا طلاق السنة فأما من طلق عند كلّ حيضة فقد أخطأ السنة، وعصى الربّ، وأخذ بالعسر. ٢٦٥٢١ـ حدثنا محمد، قال: حدثنا أحمد، قال: حدثنا أسباط، عن السديّ، في قوله: وَمَنْ يَتّقِ اللّه يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجا قال: يطلق للسّنة، ويراجع للسّنة زعم أن رجلاً من أصحاب النبي صلى اللّه عليه وسلم يقال له عوف الأشجعيّ، كان له ابن، وأن المشركين أسروه، فكان فيهم، فكان أبوه يأتي النبي صلى اللّه عليه وسلم ، فيشكوا إليه مكان ابنه، وحالته التي هو بها وحاجته، فكان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يأمرْه بالصبر ويقول له: (إن اللّه سيجعل له مخرجا) ، فلم يلبث بعد ذلك إلا يسيرا إذا انفلت ابنه من أيدي العدوّ، فمرّ بغنم من أغنام العدوّ فاستاقها، فجاء بها إلى أبيه، وجاء معه بغنًى قد أصابه من الغنم، فنزلت هذه الاَية: وَمَنْ يَتّقِ اللّه يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ. ٢٦٥٢٢ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا مهران، عن سفيان، عن عمار بن أبي معاوية الدهني، عن سالم بن أبي الجعد وَمَنْ يَتّقِ اللّه يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجا قال: نزلت في رجل من أشجع جاء إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم وهو مجهود، فسأله فقال له النبي صلى اللّه عليه وسلم : (اتّقِ اللّه وَاصْبِرْ) ، قال: قد فعلت، فأتى قومه، فقالوا: ماذا قال لك؟ قال: قال: (اتق اللّه واصبر) ، فقلت: قد فعلت حتى قال ذلك ثلاثا، فرجع فإذا هو بابنه كان أسيرا في بني فلان مِن العرب، فجاء معه بأعنز، فرجع إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم ، فقال: إن ابني كان أسيرا في بني فلان، وإنه جاء بأعنز، فطابت لنا؟ قال: (نعم) . قال: ثنا حكام، قال: حدثنا عمرو، عن عمار الدهني، عن سالم بن أبي الجعد في قوله وَمَنْ يَتّقِ اللّه يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجا قال: نزلت في رجل من أشجع أصابه الجهد، فأتى النبي صلى اللّه عليه وسلم فقال له: (اتّقِ اللّه وَاصْبِرْ) ، فرجع فوجد ابنا له كان أسيرا، قد فكه اللّه من أيديهم، وأصاب أعنزا، فجاء، فذكر ذلك لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، فقال: هل تطيبُ لي يا رسول اللّه ؟ قال: (نَعَمْ) . ٢٦٥٢٣ـ قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن ابن المنذر الثوريّ، عن أبيه، عن الربيع بن خثيم يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجا قال: من كلّ شيء ضاق على الناس. ٢٦٥٢٤ـ قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجا قال: يعلم أن اللّه إن شاء منعه، وإن شاء أعطاه وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ يقول: من حيث لا يدري. ٢٦٥٢٥ـ قال: ثنا مهران، عن سعيد بن أبي عَروبة، عن قتادة يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجا قال: من شُبُهات الأمور، والكرب عند الموت وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ: من حيث لا يرجو ولا يؤمل. حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ لا يأمل ولا يرجو. و قوله: وَمَنْ يَتَوَكّلْ على اللّه فَهُوَ حَسْبُهُ يقول تعالى ذكره: ومن يتق اللّه في أموره، ويفوّضها إليه فهو كافيه. و قوله: إنّ اللّه بالِغُ أمْرِهِ منقطع عن قوله وَمَنْ يَتَوَكّلْ على اللّه فَهُوَ حَسْبُهُ. ومعنى ذلك: إن اللّه بالغ أمره بكل حال توكل عليه العبد أو لم يتوكل عليه. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: ٢٦٥٢٦ـ حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق وَمَنْ يَتَوَكّلْ على اللّه فَهُوَ حَسْبُهُ إنّ اللّه بالِغُ أمْرِهِ توكل عليه أو لم يتوكل عليه، غير أن المتوكل يُكَفّرْ عنه سيئاته، ويُعْظِم له أجرا. حدثنا أبو السائب، قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق بنحوه. حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا ابن صلت عن قيس، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن عبد اللّه وَمَنْ يَتَوَكّلْ على اللّه فَهُوَ حَسْبُهُ قال: ليس بمتوكل الذي قد قُضِيت حاجته، وجعل فضل من توكل عليه على من لم يتوكل أن يكفرَ عنه سيئاته، ويُعْظمَ له أجرا. ٢٦٥٢٧ـ قال: ثنا جرير، عن منصور، عن الشعبيّ، قال: تجالس شُتير بن شكل ومسروق، فقال شُتير: إما أن تحدّث ما سمعت من ابن مسعود فأصدّقك، وإما أن أحدث فتصدّقني؟ قال مسروق: لا بل حدّث فأصدّقك، فقال: سمعت ابن مسعود يقول: إن أكبر آية في القرآن تفوّضا: وَمَنْ يَتَوَكّلْ على اللّه فَهُوَ حَسْبُهُ قال مسروق: صدقت. و قوله: قَدْ جَعَلَ اللّه لِكُلّ شَيْءٍ قَدْرا يقول تعالى ذكره: قد جعل اللّه لكلّ شيء من الطلاق والعدّة وغير ذلك حدّا وأجلاً وقدرا يُنتهى إليه. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: ٢٦٥٢٨ـ حدثني أبو السائب، قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق قَدْ جَعَلَ اللّه لِكُلّ شَيْءٍ قَدْرا قال: أجلاً. حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق قَدْ جَعَلَ اللّه لِكُلّ شَيْءٍ قَدْرا قال: منتهى. حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا مهران، عن سفيان، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق مثله. ٢٦٥٢٩ـ حدثنا محمد، قال: حدثنا أحمد، قال: حدثنا أسباط، عن السديّ، في قوله: قَدْ جَعَلَ اللّه لِكُلّ شَيْءٍ قَدْرا قال: الحيض في الأجل والعدّة. |
﴿ ٣ ﴾