١١

فتأويل الكلام إذن: قد أنزل اللّه إليكم يا أولي الألباب ذِكرا من اللّه لكم يذكركم به، وينبهكم على حظكم من الإيمان باللّه ، والعمل بطاعته، رسولاً يتلو عليكم آيات اللّه التي أنزلها عليه مُبَيّنات يقول: مبينات لمن سمعها وتدبرها أنها من عند اللّه .

يقول تعالى ذكره: قد أنزل اللّه إليكم أيها الناس ذكرا رسولاً، يتلو عليكم آيات اللّه مبيّنات، كي يخرج الذين صدّقوا اللّه ورسوله وعَمِلُوا الصّالِحاتِ يقول: وعملوا بما أمرهم اللّه به وأطاعوه مِنَ الظّلُماتِ إلى النّورِ يعني من الكفر وهي الظلمات، إلى النور: يعني إلى الإيمان.

و قوله: وَمَنْ يُؤْمِنْ باللّه وَيَعْمَلْ صَالِحا يقول: ومن يصدّق باللّه ويعمل بطاعته يُدْخِلُهُ جَنّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِها الأنهارُ يقول: يُدخله بساتين تجري من تحت أشجارها الأنهار خالِدِينَ فِيها أبَدا يقول: ماكثين مقيمين في البساتين التي تجري من تحتها الأنهار أبدا، لا يموتون، ولا يخرجون منها أبدا.

و قوله: قَدْ أحْسَنَ اللّه لَهُ رِزْقا يقول: قد وسع اللّه له في الجنات رزقا، يعني بالرزق: ما رزقه فيها من المطاعم والمشارب، وسائر ما أعدّ لأوليائه فيها، فطيبه لهم.

﴿ ١١