٣

القول فـي تأويـل قوله تعالى: {الّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً مّا تَرَىَ فِي خَلْقِ الرّحْمَـَنِ مِن تَفَاوُتِ ...}.

يقول تعالى ذكره: مخبرا عن صفته الّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِباقا طبقا فوق طبق، بعضها فوق بعض.

و قوله: ما تَرَى في خَلْقِ الرّحْمَنِ مِنْ تَفاوُت

يقول جلّ ثناؤه: ما ترى في خلق الرحمن الذي خلق لا في سماء ولا في أرض، ولا في غير ذلك من تفاوت، يعني من اختلاف. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:

٢٦٦٧٥ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة ، قوله: ما تَرَى فِي خَلْقِ الرّحْمَنِ مِنْ تَفاوُتٍ: ما ترى فيهم من اختلاف.

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ، في قوله منْ تَفَاوُتٍ قال: من اختلاف.

واختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامة قرّاء المدينة والبصرة وبعض الكوفيين: مِنْ تَفاوُتٍ بألف. وقرأ ذلك عامة قرّاء الكوفة: (مِنْ تَفَوّتٍ) بتشديد الواو بغير ألف.

والصواب من القول في ذلك أنهما قراءتان معروفتان بمعنى واحد، كما

قيل: ولا تُصَاعِرْ، ولا تُصَعّر وتعهّدت فلانا، وتعاهدته وتظهّرت، وتظاهرت وكذلك التفاوت والتفوّت.

و قوله: فارّجِعِ البَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ يقول: فرد البصر، هل ترى فيه من صُدوع؟ وهي من قول اللّه : تَكادُ السّمَوَاتُ يَتَفَطّرْنَ مِن فَوْقِهِن بمعنى يتشققن ويتصدّعْنَ، والفُطُور مصدر فُطِر فطُورا. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:

٢٦٦٧٦ـ حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ قال: الفطور: الوَهْيُ،

٢٦٦٧٧ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة ، قوله هَلْ تَرَى مِنْ فُطُور يقول: هل ترى من خلل يا ابن آدم.

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة مِنْ فُطُورٍ قال: من خلل.

٢٦٦٧٨ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا مهران، عن سفيان هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ قال: من شقوق.

﴿ ٣