٨القول فـي تأويـل قوله تعالى: {تَكَادُ تَمَيّزُ مِنَ الغَيْظِ كُلّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَآ أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ }. يقول تعالى ذكره: تَكادُ جهنم تَمَيّزُ يقول: تتفرّق وتتقطع مِنَ الغَيْظِ على أهلها. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: ٢٦٦٨٥ـ حدثني عليّ، قال: حدثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس ، قوله: تَكادُ تَمَيّزُ مِنَ الغَيْظِ يقول: تتفرّق. حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس ، قوله تَكادُ تَمَيّزُ مِنَ الغَيْظِ تكاد يفارق بعضها بعضا وتنفطر. ٢٦٦٨٦ـ حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: حدثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله تَكادُ تَمَيّزُ مِنَ الغَيْظِ يقول: تفرّق. ٢٦٦٨٧ـ حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: تَكادُ تَمَيّزُ مِنَ الغَيْظِ قال: التميز: التفرّق من الغيظ على أهل معاصي اللّه غضبا للّه، وانتقاما له. و قوله: كُلّما أُلْقِيَ فِيها فَوْجٌ سألَهُمْ يقول جلّ ثناؤه: كلما ألقي في جهنم جماعة سألهم خَزَنَتُها، ألَمْ يأْتِكُمْ نَذِيرٌ يقول: سأل الفوجَ خزنةُ جهنم، فقالوا لهم: ألم يأتكم في الدنيا نذيرٌ ينذركم هذا العذاب الذي أنتم فيه؟ فأجابهم المساكين فقالُوا بَلى قَدْ جاءَنا نَذِيرٌ ينذرنا هذا، فَكَذّبْناهُ وَقُلْنَا له: ما نَزّلَ اللّه مِنْ شَيْءٍ إن أنْتُمْ إلاّ فِي ضَلالٍ كَبِيرٍ يقول: في ذهاب عن الحقّ بعيد. |
﴿ ٨ ﴾