١٥و قوله: هُوَ الّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأرْضَ ذَلُولاً يقول تعالى ذكره: اللّه الذي جعل لكم الأرض ذَلُولاً سْهلاً، سَهّلها لكم فامْشُوا فِي مَناكِبها. واختلف أهل العلم في معنى مَناكِبها فقال بعضهم: مناكبها: جبالها. ذكر من قال ذلك: ٢٦٦٩٠ـ حدثني عليّ، قال: حدثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس ، قوله: فِي مَناكِبها يقول: جبالها. ٢٦٦٩١ـ حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا عبد الأعلى، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة ، عن بشير بن كعب أنه قرأ هذه الاَية: فامْشُوا فِي مَناكِبها فقال لجارية له: إن دَرَيْت ما مناكُبها، فأنت حرّة لوجه اللّه قالت: فإن مناكبها: جبالها، فكأنما سُفِع في وجهه، ورغب في جاريته. فسأل، منهم من أمره، ومنهم من نهاه، فسأل أبا الدرداء، فقال: الخير في طمأنينة، والشرّ في ريبة، فَذرْ ما يريبك إلى ما لا يَريبك. حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا معاذ بن هشام، قال: ثني أبي، عن قتادة ، عن بشير بن كعب، بمثله سواء. ٢٦٦٩٢ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة فامْشُوا في مَناكِبها: جبالها. حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ، في قوله فِي مَناكِبها قال: في جبالها. وقال آخرون: مَناكِبها: أطرافها ونواحيها. ذكر من قال ذلك: ٢٦٦٩٣ـ حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قوله: فامْشُوا فِي مَناكِبها يقول: امشوا في أطرافها. ٢٦٦٩٤ـ حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا ابن علية، عن سعيد، عن قتادة ، أن بشير بن كعب العدويّ، قرأ هذه الاَية فامْشُوا فِي مَناكِبها فقال لجاريته: إن أخبرتني ما مناكبها، فأنت حرّة، فقالت: نواحيها فأراد أن يتزوّجها، فسأل أبا الدرداء، فقال: إن الخير في طمأنينة، وإن الشرّ في ريبة، فدع ما يريبك إلى ما لا يريبك. ٢٦٦٩٥ـ حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: فامْشُوا فِي مَناكِبها قال: طرقها وفجاجها. وأولى القولين عند بالصواب قول من قال: معنى ذلك: فامشوا في نواحيها وجوانبها، وذلك أن نواحيها نظير مناكب الإنسان التي هي من أطرافه. و قوله: وكُلُوا مِنْ رزْقِهِ يقول: وكلوا من رزق اللّه الذي أخرجه لكم من مناكب الأرض، وَإلَيْهِ النّشُورُ يقول تعالى ذكره: وإلى اللّه نشركم من قبوركم. |
﴿ ١٥ ﴾