٩

وَدّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ. اختلف أهل التأويل في تأويله، فقال بعضهم: معنى ذلك: ودّ المكذّبون بآيات اللّه لو تكفر باللّه يا محمد فيكفرون. ذكر من قال ذلك:

٢٦٧٤٥ـ حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس ، قوله: لَوْتُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ يقول: ودّوا لو تكفر فيكفرون.

٢٦٧٤٦ـ حُدثت عن الحسين، فقال: سمعت أبا معاذ يقول: حدثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: وَدّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ قال: تكفُر فيكفرون.

٢٦٧٤٧ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا مهران، عن سفيان وَدّوا لَوْتُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ قال: تكفر فيكفرون.

وقال آخرون: بل معنى ذلك: ودّوا لو تُرخّص لهم فيُرخّصون، أو تلين في دينك فيلينون في دينهم. ذكر من قال ذلك:

٢٦٧٤٨ـ حدثني عليّ، قال: حدثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس ، قوله: لَو تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ يقول: لو ترخص لهم فيرخّصون.

٢٦٧٤٩ـ حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: وَدّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ قال: لو تَرْكَنُ إلى آلهتهم، وتترك ما أنت عليه من الحقّ فيما لئونك.

٢٦٧٥٠ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة ، قوله: وَدّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ يقول: ودّوا يا محمد لو أدهنت عن هذا الأمر، فأدهنوا معك.

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ، في قوله: وَدّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ قال: ودّوا لو يُدْهن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فيُدْهنون.

وأولى القولين في ذلك بالصواب قول من قال: معنى ذلك: ودّ هؤلاء المشركون يا محمد لو تلين لهم في دينك بإجابتك إياهم إلى الركون إلى آلهتهم، فيلينون لك في عبادتك إلهك، كما قال جلّ ثناؤه: وَلَوْلا أنْ ثَبّتْناكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إلَيْهِمْ شَيْئا قَلِيلاً إذًا لأذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَياةِ وَضِعْفَ المَماتِ وإنما هو مأخوذ من الدّهن شبه التليين في القول بتليين الدّهن.

﴿ ٩