١٦

و قوله: سَنَسِمُهُ على الخُرْطُومِ اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك، فقال بعضهم: معناه: سنخطمه بالسيف، فنجعل ذلك علامة باقية، وسمة ثابتة فيه ما عاش. ذكر من قال ذلك:

٢٦٧٩٢ـ حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس سَنَسِمُهُ على الخُرْطُومِ فقاتل يوم بدر، فخُطِم بالسيف في القتال.

وقال آخرون: بل معنى ذلك سنشينه شينا باقيا. ذكر من قال ذلك:

٢٦٧٩٣ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة ، قوله: سَنَسِمُهُ على الخُرْطُومِ شَيْن لا يفارقه آخر ما عليه.

وقال آخرون: سيمَى على أنفه. ذكر من قال ذلك:

٢٦٧٩٤ـ حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة سَنَسِمُهُ على الخُرْطومِ قال: سنسم على أنفه.

وأولى القولين بالصواب في تأويل ذلك عندي قول من قال: معنى ذلك: سنبين أمره بيانا واضحا حتى يعرفوه، فلا يخفى عليهم، كما لا تخفى السمة على الخرطوم. وقال قتادة : معنى ذلك: شين لا يفارقه آخر ما عليه، وقد يحتمل أيضا أن يكون خطم بالسيف، فجمع له مع بيان عيوبه للناس الخطم بالسيف.

و يعني ب قوله: سَنَسِمُهُ سنكويه. وقال بعضهم: معنى ذلك: سنسمه سِمَة أهل النار: أي سنسوّد وجهه. وقال: إن الخرطوم وإن كان خصّ بالسمة، فإنه في مذهب الوجه، لأن بعض الوجه يؤدّي عن بعض، والعرب تقول: واللّه لأسمنك وسما لا يفارقك، يريدون الأنف. قال: وأنشدني بعضهم:

لأُعَلِطَنّهُ وَسْما لا يُفارِقهُكما يُحَزّ بِحَمْى المِيسَمِ النّجِزُ

والنجز: داء يأخذ الإبل فتُكوى على أنفها.

﴿ ١٦