١٨القول فـي تأويـل قوله تعالى: {إِنّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَآ أَصْحَابَ الْجَنّةِ إِذْ أَقْسَمُواْ لَيَصْرِمُنّهَا مُصْبِحِينَ }. يعني تعالى ذكره ب قوله: إنّا بَلَوْناهُمْ: أي بلونا مشركي قريش، يقول: امتحناهم فاختبرناهم، كمَا بَلَوْنا أصحَابَ الجَنّةِ يقول: كما امتحنا أصحاب البستان إذْ أقْسَمُوا لَيَصْرِمُنّها مُصْبِحِينَ يقول: إذ حلفوا ليصرمُنّ ثمرها إذا أصبحوا. وَلا يَستَثْنون: ولا يقولون إن شاء اللّه . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: ٢٦٧٩٥ـ حدثنا هناد بن السريّ، قال: حدثنا أبو الأحوص، عن سماكَ، عن عكرِمة، في قوله: لا يَدْخُلَنّها اليَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكينٌ قال: هم ناس من الحبشة كانت لأبيهم جنة، كان يطعم المساكين منها، فلما مات أبوهم، قال بنوه: واللّه إن كان أبونا الأحمق حين يُطعم المساكين، فأقسموا ليصرمنها مصبحين، ولا يستثنون، ولا يطعمون مسكينا. ٢٦٧٩٦ـ حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ، في قوله: لَيَصْرِمُنّها مُصْبِحينَ قال: كانت الجنة لشيخ، وكان يتصدّق، فكان بنوه ينهونه عن الصدقة، وكان يمسك قوت سنته، وينفق ويتصدّق بالفضل فلما مات أبوهم غدوا عليها فقالوا: لا يَدْخُلَنّهَا اليَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ. وذُكر أن أصحاب الجنة كانوا أهل كتاب. ذكر من قال ذلك: ٢٦٧٩٧ـ حدثنا محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس ، قوله: إنّا بَلَوْناهُمْ كمَا بَلَوْنا أصحَابَ الجَنّةِ إذْ أقْسَمُوا... الاَية، قال: كانوا من أهل الكتاب. والصرم: القطع، وإنما عنى بقوله لَيَصْرِمُنّها لَيَجُدّنّ ثمرتها ومنه قول امرىء القيس: صَرَمَتْكَ بَعْدَ تَوَاصُلٍ دَعْدُوَبَدا لِدَعْدٍ بعضُ ما يَبْدُو |
﴿ ١٨ ﴾