٢

القول فـي تأويـل قوله تعالى: {الْحَاقّةُ * مَا الْحَآقّةُ }.

يقول تعالى ذكره: الساعة الْحاقّةُ التي تحقّ فيها الأمور، ويجب فيها الجزاء على الأعمال ما الْحاقّةُ يقول: أيّ شيء الساعة الحاقة. وذُكر عن العرب أنها تقول: لما عرف الحاقة متى والحقة متى، وبالكسر بمعنى واحد في اللغات الثلاث، وتقول: وقد حقّ عليه الشيء إذا وجب، فهو يحقّ حقوقا. والحاقة الأولى مرفوعة بالثانية، لأن الثانية بمنزلة الكناية عنها، كأنه عجب منها، فقال: الحاقة: ما هي كما يقال: زيد ما زيد. والحاقة الثانية مرفوعة بما، وما بمعنى أي، وما رفع بالحاقة الثانية، ومثله في القرآن وأصحَابُ اليَمِين ما أصحَابُ اليَمِينِ و القارِعَةُ ما القارِعَةُ فما في موضع رفع بالقارعة الثانية والأولى بجملة الكلام بعدها. وبنحو الذي قلنا في

قوله: الْحاقّةُ قال أهل التأويل ذكر من قال ذلك:

٢٦٨٦٠ـ حدثني عليّ، قال: حدثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس ، في قوله الْحاقّةُ قال: من أسماء يوم القيامة، عظمه اللّه ، وحذّره عباده.

٢٦٨٦١ـ حدثنا أبو كُرَيب، قال: حدثنا ابن يمان، عن شريك، عن جابر، عن عكرِمة قال: الْحاقّةُ القيامة.

٢٦٨٦٢ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا بزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة ، قوله: الْحاقّةُ يعني الساعة أحقت لكل عامل عمله.

حدثني ابن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة الْحاقّةُ قال: أحقت لكلّ قوم أعمالهم.

٢٦٨٦٣ـ حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: حدثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: الْحاقّةُ يعني القيامة.

٢٦٨٦٤ـ حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: الْحاقّةُ ما الْحاقّةُ و القَارعةُ ما القارعة و الواقعةُ و الطّامّة و الصّاخّة قال: هذا كله يوم القيامة الساعة، وقرأ قول اللّه : لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ خافِضَةٌ رَافِعَةٌ والخافضة من هؤلاء أيضا خفضت أهل النار، ولا نعلم أحدا أخفض من أهل النار، ولا أذلّ ولا أخرى ورفعت أهل الجنة، ولا نعلم أحدا أشرف من أهل الجنة ولا أكرم.

﴿ ٢