٦

و قوله: وأمّا عادٌ فأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عاتِيَةٍ يقول تعالى ذكره: وأما عاد قوم هود فأهلكهم اللّه بريح صرصر، وهي الشديدة العصوف مع شدّة بردها عاتَيَةٍ يقول: عتت على خزانها في الهبوب، فتجاوزت في الشدّة والعصوف مقدارها المعروف في الهبوب والبرد. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:

٢٦٨٧٢ـ حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه عن ابن عباس ، قوله: وأمّا عادٌ فأُهْلَكُوا بَرِيحٍ صَرْصَرٍ عاتِيَةٍ يقول: بريح مهلكة باردة، عتت عليهم بغير رحمة ولا بركة، دائمة لا تَفْتُر.

٢٦٨٧٣ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة وأمّا عادٌ فأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عاتِيَةٍ والصرصر الباردة عتت عليهم حتى نقبت عن أفئدتهم.

٢٦٨٧٤ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا مهران، عن سفيان، عن موسى بن المسيب، عن شهر بن حوشب، عن ابن عباس ، قال ما أرسل اللّه من ريح قطّ إلا بمكيال ولا أنزل قطرة قطّ إلا بمثقال، إلا يوم نوح ويوم عاد، فإن الماء يوم نوح طغى على خزانه، فلم يكن لهم عليه سبيل، ثم قرأ: إنّا لَمّا طَغَى الماءُ حَمَلْناكُمْ في الجارِيَةِ وإن الريح عتت على خزّانها فلم يكن لهم عليها سبيل، ثم قرأ: بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عاتِيَةٍ.

٢٦٨٧٥ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا مهران، قال: حدثنا أبو سنان، عن غير واحد، عن عليّ بن أبي طالب كرّم اللّه وجهه، قال: (لم تنزل قطرة من ماء إلا بكيل على يدي مَلك فلما كان يوم نوح أذن للماء دون الخُزّان، فطغى الماء على الجبال فخرج، فذلك قول اللّه : إنّا لَمّا طَغَى الماءُ حَمَلْناكُمْ فِي الجارِيَةِ ولم ينزل من الريح شيء إلا بكيل على يدي مَلك إلاّ يوم عاد، فإنه أذن لها دون الخزّان، فخرجت، وذلك قول اللّه : بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عاتِيَةٍ عتت على الخزّان) .

٢٦٨٧٦ـ حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عاتِيَةٍ قال: الصرصر: الشديدة، والعاتية: القاهرة التي عتت عليهم فقهرتهم.

٢٦٨٧٧ـ حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: صَرْصَرٍ قال: شديدة.

٢٦٨٧٨ـ حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: حدثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: بِرِيحٍ صَرْصَرٍ يعني : باردة عاتية، عتت عليهم بلا رحمة ولا بركة.

﴿ ٦