٦

و قوله: وأنّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الإنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الجِنّ يقول تعالى ذكره مخبرا عن قيل هؤلاء النفر: وأنه كان رجال من الإنس يستجيرون برجال من الجنّ في أسفارهم إذا نزلوا منازلهم.

وكان ذلك من فعلهم فيما ذُكر لنا، كالذي:

٢٧١٣٥ـ حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس ، قوله: وأنّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الإنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الجِنّ قال: كان رجال من الإنس يبيت أحدهم بالوادي في الجاهلية فيقول: أعوذ بعزيز هذا الوادي، فزادهم ذلك إثما.

٢٧١٣٦ـ حدثنا الحسن بن عرفة، قال: حدثنا هشيم، عن عوف، عن الحسن، في قوله: وأنّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الإنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الجِنّ قال: كان الرجل منهم إذا نزل الوادي فبات به، قال: أعوذ بعزيز هذا الوادي من شرّ سفهاء قومه.

٢٧١٣٧ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا مهران، عن سفيان، عن منصور، عن إبراهيم في قوله: وأنّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الإنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الجِن كانوا إذا نزلوا الوادي قالوا: نعوذ بسيد هذا الوادي من شرّ ما فيه، فتقول الجنّ: ما نملك لكم ولا لأنفسنا ضرّا ولا نفعا.

قال: ثنا جرير، عن منصور، عن إبراهيم، في قوله: وأنّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الإنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الجِنّ قال: كانوا في الجاهلة إذا نزلوا بالوادي قالوا: نعوذ بسيد هذا الوادي، فيقول الجنيون: تتعوّذون بنا ولا نملك لأنفسنا ضرّا ولا نفعا

٢٧١٣٨ـ حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الجِنّ قال: كانوا يقولون إذا هبطوا واديا: نعوذ بعظماء هذا الوادي.

٢٧١٣٩ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة ، قوله: وأنّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الإنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الجِنّ ذُكر لنا أن هذا الحيّ من العرب كانوا إذا نزلوا بواد قالوا: نعوذ بأعزّ أهل هذا المكان قال اللّه : فَزَادُوهُمْ رَهَقا: أي إثما، وازدادت الجنّ عليهم بذلك جراءة.

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الجِنّ كانوا في الجاهلية إذا نزلوا منزلاً يقولون: نعوذ بأعزّ أهل هذا المكان.

٢٧١٤٠ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا مهران، عن أبي جعفر، عن الربيع بن أنس وأنّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الإنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الجِنّ قال: كانوا يقولون: فلان من الجنّ ربّ هذا الوادي، فكان أحدهم إذا دخل الوادي يعوذ بربّ الوادي من دون اللّه ، قال: فيزيده بذلك رهقا، وهو الفَرَق.

٢٧١٤١ـ حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: وأنّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الإنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الجِنّ فَزَادُوهُمْ رَهَقا قال: كان الرجل في الجاهلية إذا نزل بواد قبل الإسلام قال: إن أعوذ بكبير هذا الوادي، فلما جاء الإسلام عاذوا باللّه وتركوهم.

و قوله: فَزَادُوهُمْ رَهَقا اختلف أهل التأويل في معنى ذلك، فقال بعضهم: معنى ذلك: فزاد الإنس بالجنّ باستعاذتهم بعزيزهم، جراءة عليهم، وازدادوا بذلك إثما. ذكر من قال ذلك:

٢٧١٤٢ـ حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس فَزَادُوهُمْ رَهَقا فزادهم ذلك إثما.

٢٧١٤٣ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة قال: قال اللّه : فَزَادُوهُمْ رَهَقا: أي إثما، وازدادت الجنّ عليهم بذلك جراءة.

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة فَزَادُوهُمْ رَهَقا يقول: خطيئة.

٢٧١٤٤ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا مهران، قال: حدثنا سفيان، عن منصور، عن إبراهيم فَزَادُوهُمْ رَهَقا قال: فيزدادون عليهم جراءة.

قال: ثنا جرير، عن منصور، عن إبراهيم فَزَادُوهُمْ رَهَقا قال: ازدادوا عليهم جراءة.

وقال آخرون: بل عُنِي بذلك أن الكفار زادوا بذلك طغيانا. ذكر من قال ذلك:

٢٧١٤٥ـ حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله فَزَادُوهُمْ رَهَقا قال: زاد الكفار طغيانا.

وقال آخرون: بل عُنِي بذلك فزادوهم فَرَقا. ذكر من قال ذلك:

٢٧١٤٦ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا مهران، عن أبي جعفر، عن الربيع بن أنس فَزَادُوهُمْ رَهَقا قال: فيزيدهم ذلك رهقا، وهو الفَرَق.

٢٧١٤٧ـ حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله فَزَادُوهُمْ رَهَقا قال: زادهم الجنّ خوفا.

وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال: معنى ذلك: فزاد الإنس الجنّ بفعلهم ذلك إثما، وذلك زادوهم به استحلالاً لمحارم اللّه . والرهق في كلام العرب: الإثم وغِشيان المحارم ومنه قول الأعشى:

لا شَيْءَ يَنْفَعُنِي مِنْ دُونِ رُؤْيَتِهاهلْ يَشْتَفِي وَامِقٌ ما لم يُصِبْ رَهَقا

يقول: ما لم يغْشَ محرما.

﴿ ٦