٤نِصْفَهُ يقول: قم نصف الليل أو انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً أوْ زِدْ عَلَيْهِ يقول: أو زد عليه خَيره اللّه تعالى ذكره حين فرض عليه قيام الليل بين هذه المنازل أيّ ذلك شاء فعل، فكان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وأصحابه فيما ذُكر يقومون الليل، نحو قيامهم في شهر رمضان فيما ذُكر حتى خفف ذلك عنهم. ذكر من قال ذلك: ٢٧٢١٠ـ حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا أبو أُسامة، عن مسعر، قال: حدثنا سماك الحنفي، قال: سمعت ابن عباس يقول: لما نزل أوّل المزمل، كانوا يقومون نحوا من قيامهم في رمضان، وكان بين أوّلها وآخرها قريب من سنة. حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا محمد بن بشر، عن مِسْعر، قال: حدثنا سماك، أنه سمع ابن عباس يقول، فذكر نحوه. إلا أنه قال: نحوا من قيامهم في شهر رمضان. ٢٧٢١١ـ حدثنا ابن وكيع، قال: حدثنا يزيد بن حيان، عن موسى بن عبيدة، قال: ثني محمد بن طَحْلاء مولى أمّ سلمة، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة قالت: كنت أجعل لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حصيرا يصلي عليه من الليل، فتسامع به الناس، فاجتمعوا، فخرج كالمغضَب، وكان بهم رحيما، فخشي أن يُكتب عليهم قيام الليل، فقال: (يا أيّها النّاسُ اكْلَفُوا مِنَ الأعْمال ما تُطِيقُونَ، فإنّ اللّه لا يَمَلّ مِنَ الثّوَابِ حتى تَمَلّوا مِنَ العَمَلِ وخَيْرُ الأعْمالِ ما دُمْتُمْ عَلَيْهِ) ونزل القرآن: يأَيّها المُزّمّلِ قُمِ اللّيْلِ إلاّ قَلِيلاً نِصْفَهُ أوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً أو زِد عَلَيْهِ حتى كان الرجل يربط الحبل ويتعلق، فمكثوا بذلك ثمانية أشهر، فرأى اللّه ما يبتغون من رضوانه فرحمهم فردّهم إلى الفريضة وترك قيام الليل. حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا مهران، عن موسى بن عبيدة الحميري، عن محمد بن طحلاء عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة قالت: كنت أشتري لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حصيرا، فكان يقوم عليه من أوّل الليل، فتسمع الناس بصلاته، فاجتمعت جماعة من الناس فلما رأى اجتماعهم كره ذلك، فخشي أن يكتب عليهم، فدخل البيت كالمغضب، فجعلوا يتنحنحون ويتسعّلون حتى خرج إليهم، فقال: (يا أيّها النّاسُ إنّ اللّه لا يَمَلّ حتى تَمَلّوا يعني من الثواب فاكْلَفُوا مِنَ العَمَلِ ما تُطِيقُونَ فإنّ خَيْرَ الَعمَلِ أدْوَمُهُ وَإنْ قَلّ) ونزلت عليه: يأيّها المُزّمّلُ قُمِ اللّيْلَ إلاّ قَلِيلاً السورة قال: فكتبت عليهم، وأنزلت بمنزلة الفريضة حتى إن كان أحدهم ليربط الحبل فيتعلق به فلما رأى اللّه ما يكلفون مما يبتغون به وجه اللّه ورضاه، وضع ذلك عنهم، فقال: إنّ رَبّكَ يَعْلَمُ أنّكَ تَقُومُ أدْنَى مِنْ ثُلثَيِ اللّيْلِ وَنِصْفَهُ... إلى عَلِمَ أنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتابَ عَلَيْكُمْ فردّهم إلى الفريضة، ووضع عنهم النافلة، إلا ما تطوّعوا به. ٢٧٢١٢ـ حدثني عليّ، قال: حدثنا أبو صالح، قال: حدثنا معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس ، في قوله: قُمِ اللّيْلِ إلاّ قَلِيلاً نِصْفَهُ أوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً أو زِد عَلَيْهِ وَرَتّلِ القُرْآنَ تَرْتِيلاً فأمر اللّه نبيه والمؤمنين بقيام الليل إلا قليلاً، فشقّ ذلك على المؤمنين، ثم خفّف عنهم فرحمهم، وأنزل اللّه بعد هذا: عَلِمَ أنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الأرْضِ... إلى قوله فاقْرَءُوا ما تَيَسّرَ مِنْهُ فوسع اللّه وله الحمد، ولم يضيق. ٢٧٢١٣ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا يعقوب، عن جعفر، عن سعيد، قال: لما أنزل اللّه على نبيه: يأيّها المُزّمّلُ قال: مكث النبي صلى اللّه عليه وسلم على هذا الحال عشر سنين يقوم الليل كما أمره اللّه ، وكانت طائفة من أصحابه يقومون معه، فأنزل اللّه عليه بعد عشر سنين: إنّ رَبّكَ يَعْلَمُ أنّكَ تَقُومُ أدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللّيْلِ وَنِصْفَهُ وثُلُثَهُ وَطائِفَةٌ مِنَ الّذِينَ مَعَكَ... إلى قوله: وأقِيمُوا الصّلاةَ فخفّ اللّه عنهم بعد عشر سنين. ٢٧٢١٤ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا يحيى بن واضح عن الحسين، عن يزيد، عن عكرِمة والحسن، قالا: قال في سورة المزمل قُمِ اللّيْلِ إلاّ قَلِيلاً نِصْفَهُ أوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً أو زِد عَلَيْهِ وَرَتّلِ القُرْآنَ تَرْتِيلاً نسختها الاَية التي فيها: عَلِمَ أنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتابَ عَلَيْكُمْ فاقْرَءُوا ما تَيَسّرَ مِنَ القُرْآنِ. ٢٧٢١٥ـ حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة قُمِ اللّيْلَ إلاّ قَلِيلاً قاموا حولاً أو حولين حتى انتفخت سوقهم وأقدامهم، فأنزل اللّه تخفيفا بعد في آخر السورة. ٢٧٢١٦ـ حدثنا ابن حميد، . قال: حدثنا مهران، عن سفيان، عن قيس بن وهب، عن أبي عبد الرحمن، قال: لما نزلت: يأيّها المُزّمّلُ قاموا بها حولاً حتى ورمت أقدامهم وسوقهم حتى نزلت: فاقْرَءُوا ما تَيَسّرَ مِنْهُ فاستراح الناس. ٢٧٢١٧ـ قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن جرير بياع المُلاء عن الحسن، قال: الحمد للّه تطوّع بعد فريضة. ٢٧٢١٨ـ حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا وكيع، عن مبارك، عن الحسن، قال لما نزلت يأيّها المُزّمّلُ... الاَية، قام المسلمون حولاً، فمنهم من أطاقه، ومنهم من لم يطقه، حتى نزلت الرخصة. قال: ثنا وكيع، عن إسرائيل، عن سماك، عن عكرِمة، عن ابن عباس ، قال: لما نزل أوّل المزّمل كانوا يقومون نحوا من قيامهم في شهر رمضان، وكان بين أوّلها وآخرها نحو من سنة. و قوله: وَرَتّلِ القُرْآنَ تَرْتِيلاً يقول جلّ وعزّ: وبين القرآن إذا قرأته تبيينا، وترسل فيه ترسلاً. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: ٢٧٢١٩ـ حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا ابن علبة، قال: حدثنا أبو رجاء، عن الحسن، في قوله وَرَتّلِ القُرْآنَ تَرْتِيلاً قال: اقرأه قراءة بينة. ٢٧٢٢٠ـ حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان، عن منصور، عن مجاهد وَرَتّلِ القُرْآنَ تَرْتِيلاً فقال: بعضه على أثر بعض. حدثنا محمد بن عبد اللّه المخزومي، قال: حدثنا جعفر بن عون، قال: أخبرنا سفيان، عن منصور، عن مجاهد وَرَتّلِ القُرْآنَ تَرْتِيلاً فقال: بعضه على أثر بعض. على تؤدة. ٢٧٢٢١ـ حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله اللّه وَرَتّلِ القُرْآنَ تَرْتِيلاً قال: ترسل فيه ترسلاً. حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا مهران، عن سفيان، عن منصور، عن مجاهد وَرَتّلِ القُرْآنَ تَرْتِيلاً فقال: بعضه على أثر بعض. ٢٧٢٢٢ـ حدثني زكريا بن يحيى بن أبي زائدة، قال: حدثنا حجاج بن محمد، قال: قال ابن جريج، عن عطاء وَرَتّلِ القُرْآنَ تَرْتِيلاً قال: الترتيل النّبْذ: الطّرْح. ٢٧٢٢٣ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة وَرَتّلِ القُرْآنَ تَرْتِيلاً قال بينه بيانا. ٢٧٢٢٤ـ حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا وكيع، عن ابن أبي ليلى، عن الحكم، عن مِقْسم، عن ابن عباس وَرَتّلِ القُرْآنَ تَرْتِيلاً قال: بيّنه بيانا. حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن منصور، عن مجاهد وَرَتّلِ القُرْآنَ تَرْتِيلاً قال: بعضه على أثر بعض. |
﴿ ٤ ﴾