٧

 قوله: إنّ لَكَ فِي النّهارِ سَبْحا طَوِيلاً يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى اللّه عليه وسلم : إن لك يا محمد في النهار فراغا طويلاً تتسع به، وتتقلّب فيه. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:

٢٧٢٥٣ـ حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس سَبْحا طَوِيلاً فراغا طويلاً، يعني النوم.

٢٧٢٥٤ـ حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا مؤمل، قال: حدثنا سفيان، عن منصور، عن مجاهد، قوله: إنّ لَكَ فِي النّهارِ سَبْحا طَوِيلاً قال: متاعا طويلاً.

٢٧٢٥٥ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة ، في قوله سَبْحا طَوِيلاً قال: فراغا طويلاً.

٢٧٢٥٦ـ حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: إنّ لَكَ فِي النّهارِ سَبْحا طَوِيلاً قال: لحوائجك، فافرُغ لدينك الليل، قالوا: وهذا حين كانت صلاة الليل فريضة، ثم إن اللّه منّ على العباد فخفّفها ووضعها، وقرأ: قُمِ اللّيْلَ إلاّ قَليلاً... إلى آخر الاَية، ثم قال: إنّ رَبّكَ يَعْلَمُ أنّكَ تَقُومُ أدْنى مِن ثُلُثَيِ اللّيْلِ حتى بلغ قوله: فاقْرَءُوا ما تَيَسّرَ مِنْهُ الليل نصفه أو ثلثه، ثم جاء أمر أوسع وأفسح، وضع الفريضة عنه وعن أمّته، فقال: وَمِنَ اللّيْلِ فَتَهَجّدْ بِهِ نافِلَة لَكَ عَسَى أنْ يَبْعَثَكَ رَبّكَ مَقاما مَحْمُودا.

٢٧٢٥٧ـ حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول في قوله: إنّ لَكَ فِي النّهارِ سَبْحا طَوِيلاً فراغا طويلاً. وكان يحيى بن يعمر يقرأ ذلك بالخاء.

٢٧٢٥٨ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا يحيى بن واضح، قال: حدثنا عبد المؤمن، عن غالب الليثي، عن يحيى بن يعمر (من جذيلة قيس) أنه كان يقرأ: (سَبْخا طَوِيلاً) قال: وهو النوم.

قال أبو جعفر: والتسبيخ: توسيع القطن والصوف وتنفيشه، يقال للمرأة: سبّخي قطنك: أي نفشيه ووسعيه ومنه قول الأخطل:

فأرْسَلُوهُنّ يُذْرِينَ التّرَابَ كمَايُذْرِي سَبائخَ قُطْنٍ نَدْفُ أوْتارِ

وإنما عني ب قوله: إنّ لَكَ فِي النّهارِ سَبْحا طَوِيلاً: إن لك في النهار سعة لقضاء حوائجك وقومك. والسبح والسبخ قريبا المعنى في هذا الموضع.

﴿ ٧