٨القول فـي تأويـل قوله تعالى: {وَاذْكُرِ اسْمَ رَبّكَ وَتَبَتّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً }. يقول تعالى ذكره: وَاذْكُرْ يا محمد اسْمَ رَبّكَ فادعه به وَتَبَتّلْ إلَيْهِ تَبْتِيلاً يقول: وانقطع إليه انقطاعا لحوائجك وعبادتك دون سائر الأشياء غيره وهو من قولهم: تبتّلتُ هذا الأمر ومنه قيل لأمّ عيسى بن مريم البتول، لانقطاعها إلى اللّه ويقال للعابد المنقطع عن الدنيا وأسبابها إلى عبادة اللّه : قد تبتل ومنه الخبر الذي رُوي عن النبي صلى اللّه عليه وسلم (أنه نهى عن التبتّل) . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: ٢٧٢٥٩ـ حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس ، قوله: وَتَبَتّلْ إلَيْهِ تَبْتِيلاً قال: أخلص له إخلاصا. حدثنا أبو كُرَيب، قال: حدثنا يحيى، عن ابن أبي نجيح، عن الحكم، عن مِقْسم، عن ابن عباس : وَتَبَتّلْ إلَيْهِ تَبْتِيلاً قال: أخلص له إخلاصا. ٢٧٢٦٠ـ حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا مؤمل، قال: حدثنا سفيان، عن منصور، عن مجاهد وَتَبَتّلْ إلَيْهِ تَبْتِيلاً قال: أخلص له إخلاصا. حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا مهران، عن سفيان، عن منصور، عن مجاهد، مثله. حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن مجاهد، مثله، إلا أنه قال: أخْلِصْ إليه. حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا جرير، عن منصور، عن مجاهد وَتَبَتّلْ إلَيْهِ تَبْتِيلاً قال: أخلص إليه إخلاصا. ٢٧٢٦١ـ حدثني يعقوب، قال: حدثنا هشيم، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي يحيى المكي، في قوله وَتَبَتّلْ إلَيْهِ تَبْتِيلاً قال: أخلص إليه إخلاصا. حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: وَتَبَتّلْ إلَيْهِ تَبْتِيلاً قال: أخلص إليه المسألة والدعاء. ٢٧٢٦٢ـ حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا ابن أبي زائدة، عن أشعث، عن الحسن، في قوله: وَتَبَتّلْ إلَيْهِ تَبْتِيلاً قال: بَتّل نفسك واجتهد. ٢٧٢٦٣ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة ، قوله: وَتَبَتّلْ إلَيْهِ تَبْتِيلاً يقول: أخلص له العبادة والدعوة. حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ، بنحوه. ٢٧٢٦٤ـ حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: حدثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: وَتَبَتّلْ إلَيْهِ تَبْتِيلاً قال: أخلص إليه إخلاصا. ٢٧٢٦٥ـ حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله وَتَبَتّلْ إلَيْهِ تَبْتِيلاً قال: أي تفرّغ لعبادته، قال: تبتل فحبذا التبتل إلى اللّه ، وقرأ قول اللّه : فإذَا فَرَغْتَ فانْصَبْ قال: إذا فرغت من الجهاد فانصب في عبادة اللّه وَإلى رَبّكَ فارْغَبْ. |
﴿ ٨ ﴾